الكلام:
أما
الكلام فهو القول المفيد الدال على معنى يحسن السكوت عليه ، وهو ما تركب من كلمتين ، أو أكثر مكونا جملة ، أو تركيبا ذا دلالة .
فالكلام المركب من كلمتين : قد يكونان اسمين نحو :
محمد مجتهد ، أو فعلا واسما نحو :
عليٌّ مسافر . والمركب من أكثر من كلمتين نحو :
الله نور السموات والمركب من أكثر من ثلاث كلمات نحو قوله تعال ): وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء }1 .
وقد قسم سيبويه الكلام من حيث استقامته ، وإحالته إلى أقسام فقال : " فمنه مستقيم حسن مثل آتيك أمس ، وسآتيك غدا ، ومنه المحال وهو أن تنقض أول كلامك بآخره فتقول :
آتيك غدا ، وسآتيك أمس ، ومنه المستقيم القبيح وهو أن تضع اللفظ في غير موضعه كقولك :
قد زيدا رأيت ، وكي زيدا يأتيك ، ومنه المحال الكذب كأن تقول :
سوف أشرب ماء البحر أمس
2.
وخلاصة القول في الكلام يجب أن يتوفر فيه شرطان :
التركيب ، والدلالة المفيدة . لذلك لا يصح أن يطلق على كل التراكيب اللغوية كلاما مفيدا كالجمل الشرطية التي لم تستوف جوابها كقوله تعالى : { فمن يعمل مثقال ذرة ...
}3 .
وقوله تعالى : { فأما اليتيم ...
}4 .
وقوله تعالى : { فمن يرد الله أن يهديه ...
}5 .
وكذلك الحال في الحروف الناسخة مع أسمائها دون أخبارها لا تسمى كلاما كأن نقول : إن الله
... ، وكقوله تعالى :
{ فظنوا أنهم ...
}6
.
أو الأفعال الناسخة دون أخبارها أيضا كقولك :
كان الجو ...
وكقوله تعالى { وكان الله ...
}7
.
ــــــــــــــــــــــــ
1
ــ 99 الأنعام .
2
ــ الكتاب لسيبويه ج1 ، ص8 طبعة بولاق .
3 ــ 8 الزلزلة .
4
ــ 9 الضحى . 5 ــ
125
الأنعام
.
6 ــ الكهف .
7
ــ 134 النساء .
فالنماذج السابقة لا تعد كلاما إلا إذا استوفى المعنى ، فنقول في الآية الأولى
{ خيرا يره ، وفي الثانية : فلا تقهر ، وفي الثالثة : يشرح صدره للإسلام .
وفي
النموذج الرابع : مع الصابرين ، وفي الآية الخامسة
: مواقعوها } ، وفى النموذج السادس
: معتدلا ، وفي الآية السابعة
: سميعا بصيرا .