الفصل الثامن
الإدغام
أولا : الإدغـام
تعـريفـه
: هو إدخال حرف ساكن في
حرف متحرك من جنسه بلا فصل بينهما بحيث يصيران معاً حرفاً واحداً مشدداً
.
مثل : مدد ، تصير : مدّ ،
جلل ، تصير : جلّ .
سككر ، تصير :
سكّر ، هلل ، تصير : هلّ .
موضعه : يكون
الإدغام في موضعين .
أ – المثلين أو
المتماثلين : وهو أكثر النوعين اهتماماً في الدراسات الصرفية ويقصد بهما الحرفان
المتشابهان المتجاوران في الكلمة الواحدة .
مثل : مدد : مدّ ، حبب :
حبّ ، قططع : قطّع .
ب – إدغام المتقاربين :
وهو أكثر النوعين اهتماماً في علوم القراءات ويقصد بهما الحرفان المتجانسان
المتجاوران في كلمة واحدة .
مثل : انمحى فنقول : امحى
، وادتكر فنقول : ادّكر .
وادتعى فنقول :
ادّعى .
وذلك بقلب أحد الحرفين
ليجانس الآخر ، ففي انمحى قلبنا النون ميماً ثم أدغمناها في الميم الثانية وكذلك
بقية الكلمات .
وقد يكون الحرفان
المتجاوران في كلمتين .
مثل : قل رب ، وننطق بهما
: قر رب .
فقد أبدلنا الحرف الأول
وهو اللام ليجانس الثاني وهو الراء .
أقسـام
الإدغـام
للإدغام ثلاثة أقسام هي :
واجب ـ وجائز ـ وممتنع
.
أولاً : الإدغام الواجب
:
يجب الإدغام في الحرفين
المثلين أو المتقاربين إذا سكن الأول وتحرك الثاني .
مثال المثلين : الشدّ ،
وأصلها : الشدْدُ . والفرّ ، وأصلها : الفرْرُ .
ومثال المتقاربين : لم
يلعب باسم " تدغم باء يلعب في باء باسم " .
ومثل : واستغفر ربك "
تدغم راء يستغفر في راء ربك " .
لم يسمع علي "
تدغم عين يسمع في عين علي " .
كما يجب الإدغام إذا تحرك
الحرفان :
مثل : مدّ وأصلها : مَددَ
، وعدّ وأصلها عَددَ .
للإدغام الواجب شروط
أهمها :
1 ـ ألا يكون أول المثلين
هاء السكت ، فإذا كان هاء السكت امتنع الإدغام كما في قوله تعالى
:
{ ما أغنى عني ماليه .
هلك عني سلطانيه } 28 – 29 الحاقة .
2 ـ ألا يكون المثلان في
كلمتين ، وكان الأول الساكن حرف مد واقعاً في آخر الكلمة الأولى فإذا كان كذلك
امتنع الإدغام .
مثل : الطلاب وصلوا
ودخلوا الفصول .
ويرجو وائل ربه ،
ويرمي يوسف الكرة .
فالواو في آخر كلمة وصلوا
، وآخر كلمة يرجو ، والياء في آخر كلمة يرمي كل منها حرف ساكن لأنه حرف مد وقع في
آخر الكلمة الأولى ، ولذلك يمتنع إدغامها في واو " ودخلوا " ، ولا في واو " وائل "
، ولا في ياء " يوسف " .
3 ـ ألا يؤدي الإدغام إلى
لبس وزن بآخر .
مثل : " قوول " فعل ماض
مبني للمجهول من " قاول " .
" حوول " فعل ماض
مبني للمجهول من " حاول " .
حيث يمتنع الإدغام
فيهما لئلا يلتبسا بالفعل الماضي المبني للمجهول من الفعل " قَوَّل " و " حَوَّل "
.
ثانياً : الإدغام الجائز
:
يتردد الإدغام بين الجواز
وتركه ، إذا كان الحرفان المثلان أو المتقاربان متحركين ، وذلك على النحو التالي
:
1 ـ إذا كان الحرف الأول
من المثلين متحركاً والثاني ساكناً سكوناً عارضاً للجزم ، مثل : لم يعدّ ، بالإدغام
ولم يعدد بفكه ، والفك أفصح .
أو في بناء الأمر على
السكون ، مثل : عُدّ ، بالإدغام واعدد بفكه ، والفك أفصح .
أما إذا اتصلت نون
التوكيد بالمدغم وجب الإدغام ، مثل : هل تعدّنّ ، وهل تعدّنْ ، وعدّنّ ، وعدّنْ ،
ولا فرق بين النون الثقيلة أو الخفيفة .
ومنه قوله تعالى : { يكاد
زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار } 35 النور .
2 ـ يجوز الإدغام في
الكلمة التي يكون عينها ولامها ياءين يلزم تحريك ثانيهما ، مثل : عيي وحيي ، فنقول
: محمد عيّ عن الكلام ، وحيّ من أبيه .
أما إذا سكنت الثانية ،
مثل : عييْت ، وحييْت ، امتنع الإدغام أيضاً .
3 ـ يجوز الإدغام إذا جاء
في أول الفعل الماضي تاءان مع زيادة همزة الوصل في أول الفعل للتخلص من التقاء
الساكنين .
مثل : تتابع نقول :
اتّابع ، تثاقل نقول : اثّاقل ، وتتبع نقول : اتّبع . أما في الفعل المضارع فلم يجز
الإدغام ، بل نخففه بحذف إحدى التاءين .
مثل : تتجلى نقول : تجلى
، تتلظى نقول : تلظى ، تتولى نقول : تولى .
ومنه قوله تعالى : { تنزل
الملائكة والروح فيها } 4 القدر .
وقوله تعالى : { ولقد
كنتم تمنون الموت } آل عمران .
ثالثاً : الإدغام الممتنع
:
يمتنع الإدغام إذا
تحرك الحرف الأول وسكن الثاني سواء أكان الحرفان في كلمة واحدة أم في كلمتين
.
مثل : كررْت ، مررْت ،
عددْت . امتنع الإدغام لتحرك الحرف الأول وسكون الثاني .
ومثل : يقول الشاهد الحق
، وينال المجتهد الجائزة .
ففي المثالين السابقين
يمتنع إدغام اللام من " يقول " باللام من " الشاهد " ، واللام من " ينال " باللام
من " المجتهد " لتحرك الأول وسكون الثاني .
كما أن هناك صور أخرى
يمتنع فيها الإدغام . اختلف الصرفيون في حصرها نذكر منها الآتي :
1 ـ إذا تصدر الحرفان
المثلان الكلمة .
مثل : تترى ، وددن
.
2 ـ أن يكون الحرفان
المثلان على وزن " فُعَل " بضم الفاء وفتح العين .
مثل : دُرَر ، وضُفَف ،
وقُلَل ، وجُدَد .
ومنه قوله تعالى : { ومن
الجبال جُدَد بيض } 27 فاطر .
3 ـ أن يكون الحرفان
المثلان على وزن " فُعُل " بضم الفاء والعين .
مثل : سُرُر ، جُدُد ،
ذُلُل .
4 ـ أن يكون الحرفان
المثلان مزيداً بهما للإلحاق سواء أكان المزيد ، أحد المثلين " كجلبب " أم منحوتاً
" كهيلل " .
5 ـ أن يكون الحرفان
المثلان في اسم على وزن " فِعَل " بكسر الفاء وفتح العين .
مثل : لِمَم ، وحِلَل
.
6 ـ أن يدغم أحد المثلين
، مثل : هلّل ، شدّد ، عدّد ، قرّر .
فالفعل " هلّل " ونظائره
فيه ثلاث لامات الأولى ساكنة والثانية متحركة ، ثم أدغمت الأولى في الثانية وجوباً
، وبقيت لام ثالثة متحركة ، وبذلك يمتنع إدغام اللام الثالثة المتحركة في اللامين
الأولى والثانية المدغمتين معاً لأنه يستحيل إدغام ثلاثة أحرف .
7 ـ أن يكون الحرفان
المثلان على وزن " فَعَل " بفتح الفاء والعين .
مثل : مَدَد ، طَلَل ،
مَلَل ، خَبَب ، جَلَل .
8 ـ أن يكون الحرفان
المثلان على وزن " أفْعِل " التعجب .
مثل : أَعْزِز بالعلم ،
وأَشْدِد بالحر ، فلا يصح إدغامها ونقول : أعزّ ، وأشدّ .
9 ـ أن يعرض سكون أحد
الحرفين المثلين لاتصاله بضمير رفع متحرك .
مثل : رددت – رددن –
رددنا ، عددت – عددن – عددنا .
10 ـ ويمتنع الإدغام إذا
كان الحرفان المثلان في كلمتين ، وكان الحرف الذي قبلهما ساكناً غير لين
.
مثل : شهْرُ رَمضان ،
غدْرُ رَجل ، جمْعُ عَامل .
11 ـ ويمتنع أيضاً إذا
كان الحرفان المثلان في كلمتين ، وكان الأول الساكن حرف مد واقعاً في آخر الكلمة
الأولى .
مثل : يرجو وائل ، ويرمي
يوسف . وقد مرّ ذكره في موضع الوجوب فانتبه .