المنادى
حين ينادى عليك أحد ما ، ترى ما السياق الذي يستخدمه لندائك ؟
لابد وأن ينادى عليك مستخدما أداة نداء مثل : يا ، ثم اسمك أو ما أشتهرت به ، فيقول مثلا :
يا عبدالله .. أو يا فلانُ .. الخ
وذاك ما يعرف تحت موضوع المنادى ...
فالمنادى لغة : هو المطلوب إقباله ، أو هو المدعو
أما في الاصطلاح فهو : الاسم الذي يذكر بعد أداة نداء مذكورة أو محذوفة ، ويكون منصوبا أو في محل نصب ..
وأدوات النداء خمس ، تصنف حسب قرب المنادى أو بعده وهي :
الهمزة وأي وتكون لنداء القريب : أ خالدُ ، أيُّها الضيف
أيا وهيا وتكون لنداء البعيد : أيا طالبُ ، هيا عبدَالله
ويا وتكون لنداء القريب والبعيد على السواء ، لذا تصنف على أنها أم الباب ، أي باب النداء ..
لنتأمل معا الأمثلة التالية :
( أ ) يا أحمدُ أقبلْ
(ب) أيا طالبُ أنجز مهمتك على الوجه المطلوب
(ج) يا عاملا اخلص في عملك
( د ) يا طالبَ العلم اجتهد
(هـ) يا ساكنا جبلا ، كيف تصعد كل يوم ؟
في
الأمثلة السابقة نجد أن المنادى ليس على نوع واحد ، بل يختلف من منادى إلى
منادى ففي المثال الأول نجد المنادى علما دل على معروف مميز عن باقي أفراد
جنسه . وفي المثال الثاني ، نجد المنادى نكرة مقصودة بالنداء ، فأنت تريد
في ندائك طالبا تقصده بعينه . وفي الثالث نجد المنادى نكرة أيضا لكنها نكرة
غير مقصودة ، أي لا يقصد بها واحد معين بل ننادى كل من يطلق عليه لفظ عامل
.
وفي
المثال الرابع نجد المنادى مضافا .وفي المثال الأخير جاء المنادى شبيها
بالمضاف ، ويقصد بالشبيه بالمضاف كل ما اتصل به شيء من تمام معناه ..
ولا
شك في أنه باختلاف المنادى يختلف الإعراب ، فلو رجعنا إلى الأمثلة السابقة
نجد أن المنادى العلم والنكرة المقصودة مبنيان على الضم في محل نصب ..
أما بقية أنواع المنادى ( كالنكرة غير المقصودة ، والمنادى المضاف ، والمنادى الشبيه بالمضاف ) فإنها منصوبة على النداء ..
وعليه نخلص إلى قاعدة مفادها :
يبنى المنادى على ما يرفع به إن كان : علما أو نكرة مقصودة ويكون في محل نصب
ينصب المنادى إن كان : نكرة غير مقصودة أو مضاف أو شبيها بالمضاف
وبعد .. ربما يقول قائل : لو أردنا أن ننادي الرجل ، بقولنا : يا الرجل !!
فهل تجد ذلك مستساغا ؟؟!
والإجابة
: بالتأكيد لا نجد ذلك مستساغا ، بل لا يصح إطلاقا أن ننادي ما فيه أل أو
المعرف بأل بأداة نداء ، إلا (أي) وتكون على الصورة التالية : أيها الأخُ
..أيتها الصديقة .. وتكون أي هي المنادى ، والاسم بعدها صفة لها
وثمة طريقة أخرى لنداء ما فيه أل وهي أن يشار إلى المنادى بما يناسبه نحو يا هذا الرجل ، يا هذه المرأة ، ويكون اسم الإشارة منادى مبنيا على ضم مقدّر، منع من ظهوره اشتغال آخره بحركة البناء الأصلية، في محل نصب.
وربما يقفز بالسؤال أحد أخر بقوله : إن كانت أي هي المنادى في السياق السابق ، فأين أداة النداء يا ترى ؟ ولماذا سقطت من السياق ؟!
نقول حذفت لأنه يجوز حذف أداة النداء إذا فهم من السياق ، لغرض القرب أو الإيجاز .. فيصح قولك :
يا أيها الرجل و أيها الرجل .. كما يصح أن نقول : يا فلانُ أقبلْ ،و فلانُ أقبلْ ..
وكثيرا
ما نسمع من ينادي فاطمة مثلا فيقول : يا فاطمُ !! وما ذاك إلا لغرض
التخفيف ، بجانب أغراض أخر ، وذاك ما يطلق عليه في باب النداء بالترخيم
: