قال الأنباري - رحمه الله - : (
إن
قال قائل : ما العامل في المفعول له النصب ؟
قيل : العامل في المفعول له الفعل الذي قبله نحو : جئتك طمعا في برك ،
وقصدتك ابتغاء معروفك. وكان الأصل فيه جئتك للطمع في برك ، و قصدتك لابتغاء
معروفك إلا أنه حذف اللام ، فاتصل الفعل به، فنصبه . فإن قيل : فلمَ تعدى
إليه الفعل اللازم كالمتعدي ؟
قيل : لأن العاقل لما كان لا يفعل شيئا إلا لعلة ، وهي علة للفعل ، و عذر
لوقوعه كان في الفعل دلالة عليه ، فلما كان فيه دلالة عليه تعدى إليه .
فإن قيل : فهل يجوز أن يكون معرفة ونكرة ؟
قيل : نعم . يجوز أن يكون معرفة ونكرة ، والدليل على ذلك قوله تعالى : ( ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من أنفسهم ) فابتغاء مرضاة الله معرفة بالإضافة و تثبيتا نكرة ، و قال الشاعر :
وأغفر عوراء الكريم ادخاره ... وأعرض عن شتم اللئيم تكرما
فادخاره معرفة بالإضافة و تكرما نكرة ) .
أسرار العربية للأنباري .