الفصل الثاني
علامات الإعراب في الأسماء
ما يعرب
بالحركات
الاسم المفرد :
تعريف الاسم وعلاماته ـ
الاسم كلمة تدل بنفسها على معنى لشيء
محسوس ، أو غير محسوس ، ولم تقترن بزمن .
فالشيء المحسوس نحو : رجل ، وفرس ، ومنزل ،
وشجرة ... إلخ .
وغير المحسوس نحو : أمانة ، شجاعة ، ضمير ،
حلم ، قوة ... إلخ .
علاماته :
للاسم علامات متى وجدت علامة منها دلت على
أسميته ، وهذه العلامات هي :
1 ـ الجر سواء بحرف الجر ، أو بالإضافة :
من علامات الاسم قبوله دخول حرف الجر عليه
.
نحو : استعرت من صديقي كتاب العلوم .
فكلمة " صديقي " اسم لأنها مجرورة بحرف
الجر .
9 ـ ومنه قوله تعالى : { يخرجونهم من النور
إلى الظلمات }1 .
فـ " النور والظلمات " كل منهما اسم لأنه
مجرور بحرف الجر .
وكذلك جره بالإضافة . نحو : كتاب العلوم
جديد .
ـــــــــــــ
1 ـ 257 البقرة .
فكلمة " العلوم " اسم لأنها مجرورة
بإضافتها إلى كلمة كتاب .
ومنه قوله تعالى : { واخفض لهما جناح الذل
من الرحمة }1 .
فـ " الذل " اسم لأنها مجرورة بالإضافة .
2 ـ دخول " أل " التعريف عليه سواء أكانت
أصلية .
نحو : الطالب المجتهد ينجح في الاختبار .
10 ـ ومنه قوله تعالى : { فالق الإصباح
وجعل الليل سكنا }2 .
فـ " الطالب والمجتهد ، والاختبار ،
والإصباح ، والليل ، والشمس ، والقمر " كل منها اسم لدخول " أل " التعريف الأصلية
عليه .
أم زائدة . نحو : اللات والعزى صنمان في
الجاهلية .
11 ـ ومنه قوله تعالى : { أفرأيتم اللات
والعزى }3 .
فـ " اللات ، والعزى " أسماء ، ولكنها
أسماء جنس ، و " أل " الداخلة عليها زائدة للتعريف الجنسي .
3 ـ ومن علاماته أن يكون منادى :
وهو أن يسبقه حرف من أحرف النداء بغرض
الدعاء .
نحو : يا حاج اركب السيارة . أمحمد ساعد
الضعفاء .
ومنه قوله تعالى : { يا نوح اهبط بسلام }4
.
وقوله تعالى : { يا نار كوني بردا وسلاما
على إبراهيم }5 .
فـ " حاج ، ومحمد ، ونوح ، ونار " كل منها
اسم لدخول حرف النداء عليه .
أما إذا جاء بعد حرف النداء فعل
.
12 ـ نحو قوله تعالى : { ألا يا اسجدوا
لله }6 . في قراءة الكسائي .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 24 الإسراء . 2 ـ 96 الأنعام .
3 ـ 19 النجم . 4 ـ 48 هود .
5 ـ 69 الأنبياء . 6 ـ 25 النمل .
13 ـ أو حرف . نحو قوله تعالى : { يا ليتني
كنت ترابا }1 .
فإن حرف النداء يكون للتنبيه ، وقد يكون
للنداء ، والمنادى محذوف لغرض بلاغي . وآية : يا اسجدوا في غير قراءة الكسائي تكتب
كالتالي قال تعالى :
( ألاّ يسجدوا لله )
4 ـ الإسناد إليه :
والمقصود بالإسناد ، هو إثبات شيء
لشيء ، أو نفيه عنه ، أو طلبه منه .
نحو : الرجل قادم .
ونحو : محمد لم يحضر الحفل .
ونحو : قم يا عليّ مبكرا .
فكل من الكلمات " الرجل ، ومحمد ،
وعليّ " قد أسند إليها القدوم في المثال الأول ، وعدم الحضور في المثال الثاني ،
والطلب بالقيام في المثال الثالث ، وعليه نجد أن من علامات اسمية الكلمة أن يوجد
معها مسند ، وتكون هي المسند إليه . ويسميه البلاغيون : المحكوم عليه ، ولا يكون
إلا مبتدأ ، أو فاعلا ، أو نائب فعل ، أو اسما لفعل ناسخ ، أو لحرف ناسخ ، أو
المفعول الأول للفعال التي تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر .
أما المسند فهو كل صفة ، أو فعل ، أو
جملة تأتي متممة لعملية الإسناد ، أي تكون لوصف المسند إليه وإتمامه . ويسميه
البلاغيون المحكوم به .
والإسناد علامة من العلامات التي تدل على
أن المسند إليه هو الكلمة المحكوم باسميتها .
5 ـ قبوله التنوين :
نحو : جاء محمدٌ . وكافأت خالدًا . وسلمت
على سالمٍ .
من علامات بعض الأسماء ، أن تقبل
التنوين على آخرها ، رفعا ، أو نصبا ، أو جرا .
ـــــــــ
1 ـ 40 النبأ .
وهو وجود ضمة ، أو
فتحة ، أو كسرة ثانية ، إلى جانب الضمة ، أو الفتحة ، أو الكسرة المجود أصلا
على آخر الاسم كعلامة إعراب ، وهذه الضمة ، أو الفتحة ، أو الكسرة الثانية هي عوض
عن نون التنوين المحذوفة خطا . إذ الأصل في الاسم المنون أن يكتب بنون دلالة على
تنوينه .
فنقول في " جاء محمدٌ " .
بالتنوين ، " جاء محمدن " بالنون ، وهكذا بقية علامات الإعراب الأصلية . غير أن
النحاة عدلوا عن إثبات نون التنوين حتى لا تختلط مع الأنواع الأخرى للنون سواء
أكانت أصلية في الكلمة ، أم زائدة ، وجعلوا بدلا منها حركة إعراب أخرى إلى جانب
الحركة الأصلية ، وهي الضمة ، أو الفتحة ، أو الكسرة . بهذا ندرك أن التنوين عبارة
عن نون ساكنة زائدة تكون في آخر الاسم لفظا لا خطا ، ولا وقفا .
بدليل حذفها عند الإضافة كنوني المثنى ، وجمع المذكر السالم ، إلا أن الأخيرتين
تلحقان الاسم المثنى ، والمجموع جمعا سالما لفظا وخطا .