حذف عامل المفعول المطلق
:
يحذف عامل المفعول المطلق
جوازا ووجوبا وذلك على النحو التالي :
أولا : حذف العامل جوازا
:
1 ــ يجوز حذف عامل
المفعول المطلق المبين للنوع ، والمبين للعدد ، وذلك في الجواب عن السؤال . كأن
يقال لك : كيف سبحت ؟ فتقول : سباحة جيدة .
أي : سبحت سباحة جيدة .
ونحو : كيف قرأت ؟ فتقول
: قراءة متأنية . أي : قرأت قراءة متأنية .
وكأن يقال لك : كم سافرت
؟ فتقول : سفرتين . أي : سافرت سفرتين .
ونحو : كم قفزت ؟ فتجيب :
قفزتين ، أو ثلاث . أي : قفزت قفزتين ، أو ثلاث .
2 ـ يجوز حذفه أيضا في
المواقف التي يوحي بها .
كأن تقول لمن قدم من الحج
: حجا مبرورا ، وسعيا مشكورا .
وأنت تريد : حججت حجا
مبرورا ، وسعيت سعيا مشكورا .
غير أن المقام يوحي
بمحذوف مقدر في الجملة .
أما عامل المفعول المطلق
المؤكد فلا يجوز حذفه ، لأنه في حاجة إلى توكيد ، والذي يكون في حاجة إلى توكيد كيف
يمكن حذفه ؟
ثانيا ــ حذف العامل
وجوبا :
يجب حذف عامل المفعول
المطلق ، ولا يجوز ذكره في المواضع التالية :
1 ــ إذا جاء المفعول
المطلق مفصلا لمجمل قبله .
نحو : سأجاهد في سبيل
الله فإما فوزا ، وإما شهادة .
ففوزا وشهادة كل منهما
وقع مفعولا مطلقا لفعل محذوف وجوبا .
والتقدير : فإما تفوز
فوزا ، وإما تستشهد شهادة .
2 ــ إذا ذكر المفعول
المطلق وكان عامله خبرا لمبتدأ اسم عين ( شخص ) .
نحو : محمدٌ قياما قياما
.
فقياما الأولى : مفعول
مطلق . وقياما الثانية : توكيد لفظي .
وفعل المفعول المطلق
محذوف تقديره : يقوم . والفعل يقوم وفاعله المستتر في محل رفع خبر المبتدأ : محمد .
ونصب المصدر قياما لنه لا يصلح أن يكون خبرا للمبتدأ إلا على سبيل المجاز ، فلا
يقال على وجه الحقيقة محمد قيامٌ قيامٌ . لأن محمد ليس السير نفسه ، بل هو صاحبه .
أما إذا أريدت المبالغة في الإخبار قيل : محمدٌ قيامٌ .
ومنه قول الخنساء :
ترتع ما ترتعت
حتى إذا ادّكرت فإنما هي غقبال وإدبار
3 ــ ويحذف عامل المفعول
المطلق وجوبا في الحصر بما وإلا .
نحو : ما يوسف إلا اتكالا
.
والتقدير : إلا يتكل
اتكالا .
وكما ذكرنا سابقا فإن
المصدر " اتكالا " لا يصلح ان يكون خبرا للمبتدأ " يوسف " إلا على سبيل المجاز ، إذ
لا يقال على وحه الحقيقة ما يوسف إلا اتكالٌ ، لأن يوسف ليس الاتكال ، وإنما هو
صاحبه .
4 ــ ويحذف إذا كان
المفعول المطلق مؤكدا لمضمون الجملة .
نحو : هذا صديقي حقا .
ولم أفعله البتة . وهذا عملي فعلا . وله عليّ ألف عرفا .
وأحمد صديقي قطعا .
والتقدير : أحق حقا ،
وأبت البتة ، وأفعل فعلا ، وأعرف عرفا ، وأقطع قطعا .
وقد حذف الفعل من النماذج
السابقة وجوبا ، وكل من المفاعيل المطلقة الواردة آنفا يؤكد المعنى الذيى تقوم عليه
الجملة .
5 ــ إذا جاء المفعول
المطلق فعلا علاجيا بعد جملة قائمة على التشبيه ، وفيها فاعله من حيث المعنى .
ومعنى الفعل العلاجي أن
يكون الحدث عملا حسيا ظاهرا ، وأن يكون طارئا غير ثابت كالضرب ، والبكاء ، والصياح
، والشتم . ويقابله المعنوي الذي ليس بظاهر .
نحو : لعليٍّ عملٌ عملَ
الأبطال .
لعليٍّ : جار ومجرور
متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
عملٌ : مبتدأ مؤخر مرفوع
بالضمة .
عملَ : مفعول مطلق منصوب
، وهو مضاف ، والأبطال مضاف إليه .
فجاء المفعول المطلق "
عملَ " بعد جملة المبتدأ والخبر القائمة على التشبيه ، والتي فيها فاعل المفعول
المطلق من حيث المعنى وهو : عليّ .
ومنه : لخالدٍ قولٌ قولَ
العقلاء . ولمحمدٍ تفكيرٌ تفكيرَ العلماء .
ومنه : مررت به فإذا له
بكاءٌ بكاءَ ثكلى .
6 ــ يحذف عامل المفعول
المطلق مع بعض المفاعيل المطلقة التي كثر جريانها على الألسنة ، وصارت كالأمثال .
نحو : صبرا على المكاره .
وشكرا لله وحمدا . وسمعا وطاعة ، وعفوا .
والتقدير : أصبر صبرا ،
وأشكر الله شكرا ، وأحمده حمدا ، وأسمعك سمعا ،
وأطيعك طاعة .
7 ــ ويحذف مع بعض
المصادر التي تبقى دائما على حالها ، ولا تستعمل إلا مفاعيل مطلقة .
نحو : سبحان ، ومعاذ ،
ولبيك ، وسعديك ، وحنانيك ، ودواليك .