( لا ) التي لنفي الجنس
المراد بها لا التي قصد بها التنصيص على استغراق النفي للجنس كله.
عـمـلـهـا
تعمل عمل (إِنَّ) فتنصب المبتدأ اسماً لها
وترفع الخبر خبراً لها ، ولا فرق في هذا العمل بين المفردة وهي التي لم
تتكرر ، نحو : لا غلام رجل قائم ، وبين المكررة نحو : لا حول ولا قوة إلا
بالله.
شروط عملها
يشترط فى عملها ألا يدخل عليها جارٌّ ، وأن
يكون اسمها وخبرها نكرتين ، وألا يفصل الاسم عنها بفاصل ، فإن فُقد الشرط
الأول بطل عملها ، وإن فُقد شرط من الشرطين الآخرين بطل عملها ولزم
تكرارها.
أحوال اسم (لا)
لا يخلو اسم ( لا ) النافية للجنس من ثلاثة أحوال :
الحال الأول : أن يكون مضافاً ، نحو : لا غلام رجل حاضر.
الحال الثاني : أن يكون مضارعا للمضاف
، أي : مشابها له ، والمراد به كل اسم له تعلق بما بعده إما بعمل نحو : لا
طالعا جبلا ظاهر ، ولا خيرا من زيد راكب ، وإما بعطف نحو : لا ثلاثة
وثلاثين عندنا ، ويسمى المشبه بالمضاف مطولا وممطولا أي ممدوداً.
وحكم المضاف والمشبه به : النصب لفظا كما مثل.
الحال الثالث : أن يكون مفردا ، والمراد به هنا ما ليس بمضاف ولا مشبه بالمضاف ، فيدخل فيه المثنى والمجموع.
وحكمه :
البناء على ما كان ينصب به لتركبه مع لا وصيرورته معها كالشيء الواحد فهو
معها كخمسة عشر ، ولكن محله النصب بلا لأنه اسم لها فالمفرد الذي لبس بمثنى
ولا مجموع يبنى على الفتح لأن نصبه بالفتحة نحو : لا حولَ ولا قوةَ إلا
بالله ، والمثنى وجمع المذكر السالم يبنيان على ما كانا ينصبان به ، وهو
الياء نحو : لا مسلمَيْنِ لك ولا مسلمِينَ ، فمسلمَيْنِ ومسلمِينَ مبنيان
لتركبهما مع لا كما بنى رجل لتركبه معها.
وذهب الكوفيون والزجاج إلى أن (رجل) في قولك : لا رجلَ معرب وأن
فتحته فتحة إعراب لا فتحة بناء ، وذهب المبرد إلى أن مسلمين ومسلمين
معربان.
وأما جمع المؤنث السالم فقال قوم : مبني على ما كان ينصب به ، وهو الكسر فتقول لا مسلماتِ لك بكسر التاء ، ومنه قوله :
إن الشباب الذي مجد عواقبه فيه نلذ ولا لذاتِ للشيب
وأجاز بعضهم الفتح نحو : لا مسلماتَ لك.
===========
المصدر :
انظر كتاب شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ، و النحو الواضح لعلى الارم ومصطفى أمين.