lisanarabs الإدارة
تاريخ التسجيل : 02/11/2009 عدد المساهمات : 583 الجنس :
| موضوع: الدرس الأول (المُسند والمُسند إليه) الجمعة 07 أكتوبر 2011, 2:08 pm | |
| الدرس الأول مقدمة عامة يُحبُّ كل واحد منَّا أن يكون حديثه واضحًا، ومقصده جَليَّا، فيوصلُ المعنى الذي يريدهُ إلى المُخاطَب، غير أن ذلك لا يتأتَّى للمتكلم إلا إذا راعى اختلافَ الظروف التي يكونُ عليها المُخاطَب، بما يقتضيه إيرادُ الكلام بصورةٍ تنُاسِبُ حالته التي يكون عليها، وهذا ما أسماه البلاغيون(مقتضى حال المخاطب) فإنَّ ما يصلحُ لخطاب العاقل المتَّزنِ لا يصلحُ لخطاب الجاهل، وما يصلحُ لخطاب العامَّة لا يصلحُ الخاصة، وكذلك فإن ما يصلحُ تقديمه في موقف يلزم تأخيره في آخر ، وما يجدُر ذكره في سياق يجدُرُ حذفه في سياق آخر. ولقد تنبَّه علماءُ البلاغة إلى الأصول والقواعد التي يُعرفُ بها مُطابقة أحوال الكلام لمقتضى حال المُخاطَب وعدُّوها عٍلمًا من علوم البلاغة أسمًوْه (علم المعاني) ومن المعروف أن أصل هذا العلم هو نظريةُ النَّظم التي وضعها عبد القاهر الجرجاني(ت 471هـ) الأمر الذي فتح الباب للعلماء من بعده للخوض في مضمار هذا العلم والبحث فيه كيف عرَّف العلماء علم المعاني ؟ لقد جاءت التعريفات متقاربة المعنى: علم المعاني: هو علميعرف به أحوال اللفظ العربي التي بها يطابق مقتضى الحال) (1) ,ومن التعريفات : هو علميعرف به أحوال الكلام العربي التي تهدي العالم بها إلى اختيار ما يطابق منها مقتضىأحوال المخاطبين رجاء أن يكون ما ينشئ من كلام أدبي بليغا (2( وعرَّفه آخرون: هوعلم نظم الألفاظ والعبارات على أسلوب معين يراعى فيه أمران هما: قواعدالنحو ومطابقة الكلام لمقتضى الحال (3)
ما الاستفادة من علم البيان؟ نستفيد من علمالمعاني أمرا مهما هو أنه (لا ترادف بين الجمل: بل لكل ترتيب دلالة خاصة، وفيه معنىليس في الآخر، وإن أي تغيير يطرأ على التركيب بتقديم أو تأخير، او حذف أو ذكر، أوتأكيد أو تركه..الخ يؤدي إلى تغيير في معناه) (4) 1- ـ الإيضاح للقزويني 2- ـ البلاغة العربية للميداني 1 / 138 3- البلاغةالعربية (علم المعاني) وليد قصاب ـ ص 15 4- ـ البلاغة العربية لقصاب 17 الإسناد ·المُسند إليه والمُسند كلنا يعلمُ أن َّالكلماتِ منفردة لا تعطي معنى تامَّا، بل معاني لغويةُّ مجتزأة، ولكي تفيدَ معنًى تامًا لا بدَّ من ربطهما معا وضم بعضها إلى بعض، وهذا ما يُسميه البلاغيون (الإسناد) فكلمةُ (الصدق) وحدها تعني (قول الحق) وهو معنى غير تام، وكلمة (مَنجاة) تعني( الخلاص) وهو معنى غير تام أيضا، إلا أننا بضم الكلمتين إلى بعض في قولنا (الصدقُ مَنجاةٌ) نكون قد أتممنا المعنى المُراد، وذلك بحكم مُثبت أقمناه على (الصدق) بأنه (منجاة) ووجود الحكم يعني وجود محكوم عليه، ومحكوم به فهل لك أن تحددهما في جملة (الصدق منجاة)؟ والآن تعالوا بنا إلى جملة جديدة هي : ليس الكذبُ بمنجاةٍ إننا بضم كلمات هذه الجملةِ بعضها إلى بعض نكون قد خَلصنا إلى معنى تام، وذلك بحكم منفي أقمناه على الكذبِ بأنه ليس بمنجاةٍ، ووجود الحكم يعني وجود محكوم عليه ومحكوم به فهل لك أن تحددهما في جملة (ليس الكذب بمنجاة)؟ (1)
تدريب: بيَّن الإسناد فيما تحته خط بذكر المحكوم به، والمحكوم عليه، والحالة التي أتى عليها الحكم ثبوتا أو نفيا. 1- السَّيْفُ أَصْدَقُ إنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ..ِفي حَدهِ الحَدُّ بَيْنَ الجِد واللَّعِبِ 2- فَشَكَكْتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابـهُ….ليسَ الكَريمُ على القَنابِمُحَرَّمِ 3- الركنان الأساسيّان في قول الشاعر: ومن غدا لابساً ثوب النعيمبلا شكر فإنّ الله ينزعه أ- فإنّ الله. ..... ب- ثوب النعيم. .....جـ- لابسًا ثوب. .....د- الله ينزعه. 4- " إذا جاء نصر الله والفتح " المسند في الآية السّابقة: أ – نصر...... ب- إذا. ......جـ- جاء ........ د – الفتح. 5- "وبلغت القلوب الحناجر " المسند إليه في الآية السّابقة: أ - بلغ. ....ب- الضمير...... جـ – القلوب. .........د- الحناجر. 6- المسند في الجملة الاسميّة هو : أ- المبتدأ ......ب- الخبر ...... جـ-الصفة. .....د- الفاعل. 7- المسند إليه في قوله تعالى: "إنّ الله خبير بما تعمل" أ – إنّ . .....ب – الله. .....جـ – .....خبير. ......د – بما. ثانيا: عرفنا سابقًا أنَّ الإسناد يتكون من المحكوم عليه والمحكوم به، وقد أطلق البلاغيون على الأول (المُسند إليه) وعلى الثاني(المُسند) وهما ركنا الجملة في العربية، سواءً أكانت هذه الجملة اسمية أم فعلية، أم ما يجري مجراهما " تحول البنية في ركني الجملة" وما زاد على هذين الركنين في الجملة يسمى (قَيْدًا) ولنا أن نقول زيادة في التوضيح: أن المسند إليه هو المُخْبَرُ عنه، والمُسند هو المُخبّرُ به في الجملة. ففي قول الشاعر: مقالةُ السُّوء إلى أهلها .... أسرَعُ من مُنْحَدر سائلِ تجد أن المسند إليه (مقالة السوء) والمسند (أسرع) أما الجار والمجرور في الشطر الأول (إلى أهلها) وفي الشطر الثاني (من منحدر سائل) فهما قيد. نتبين مما سبق أن ركنيّ الجملة في العربية هما: أ- المسند إليه ب- المُسند وما زاد عليهما فهو قيد | |
|