جمع القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة مبادئ علم القراءات
تعريفه : هو علم يُعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية ، وطرق أدائها اتفاقاً واختلافاً مع عزو كل وجه لناقله .
موضوعه : كلمات القرآن من حيث حال النطق بها وكيفية أدائها .
ثمرته : العصمة من الخطأ في النطق بالكلمات القرآنية ، وصيانتها عن
التحريف والتغيير ، والعلم بما يقرأ به كل إمام من أئمة القراءة ، والتمييز
بين ما يُقرأ به وما لا يُقرأ به .
فضله : هو من أشرف العلوم الشرعية ، لتعلقه بأشرف كلام وهو كلام الله جل وعلا .
نسبته إلى غيره من العلوم : التباين .
واضعه : قيل أبو عمر حفص بن عمر الدوري (الراوي عن الكسائي) ، وأول من دون فيه الإمام أبو عبيد القاسم بن سلاّم .
اسمه : علم القراءات جمع قراءة بمعنى وجه مقروء به .
استمداده : من النقول الصحيحة والمتواترة عن علماء القراءات المتصلة أسانيدهم بالنبي صلى الله عليه وسلم .
حكمه : الوجوب الكفائي تعلماً وتعليماً .
مسائله : قواعده الكلية التي يتوصل بها إلى أحكام الجزئيات ، كقولهم
كل ألف منقلبة عن ياء يميلها حمزة والكسائي وخلف ويقللها ورش بخلف عنه ،
وكل راء مفتوحة أو مضمومة وقعت بعد كسرة أصلية أو ياء ساكنة يرققها ورش .
ومن أراد الاستزادة فعليه بمراجعة الإضاءة للضباع ، والبدور الزاهرة للقاضي ، ومقدمة شرح الطيبة للنويري .
ملخص : كيفية الجمع مذاهب القراء في جمع القراءات
المذهب الاول :
الجمع بالحرف : وهو أن يقف القارىء عند الكلمة التي فيها خلاف فيقرأها
لجميع القراء ثم يواصل، وهذا المذهب الذي كان يقرأ به قراء مصر قديماً
لأنها الطريقة الاسهل ، وهناك من انتقد هذه الطريقة أي طريقة الحرف وقالوا
إنه بهذه الطريقة تقطع معاني الكلمات فيذهب الخشوع والتدبر وتضيع المعاني .
المذهب الثاني الجمع بالوقف :
والجمع بالوقف هو أن يقرأ القارىء حتى يصل الى المكان الذي يحسن الابتداء
بما يليه ثم يقرأ للراوي الذي يليه والأكثر موافقة له فيقرأ للراوي الثاني
حتى يصل الى الوقف وهكذا حتى يقرأ لجميع القراء ثم يواصل بنفس الطريقة .
المذهب الثالث الجمع بالتوافق وتسمى هذه الطريقة طريقة المهرة (وهو مذهب
الإمام ابن الجزري) : والجمع بالتوافق المراد به ان يوفق بين المذهب الأول
والثاني وتسمى هذه الطريقة طريقة المهرة وهو مرتب من المذهبين السابقين
وطريق الماهر هو الذي التزمه ابن الجزري رحمه الله وأقرأ به ولكن هذه
الطريقة عسيرة على المبتدئ وفيها صعوبة لأنها ليس لها قاعدة منضبطة يقاس
عليها وهناك كثير من مشايخنا يقرئون بهذه الطريقة .
قال ابن الجزري : وجمعنا نختاره بالوقف * غيرنا يأخذه بالحرف
بشرطه فليرع وقفا وابتدا * ولا يركب وليجد حسن الأدا
المذهب الرابع الجمع بالآية :
الجمع باللآية وتسمى طريق المزاحي تنسب الى أحد قراء مصر القدامى وهو الشيخ
سلطان المزاحي وهذه الطريقة معتمدة لدى اهل الشام ومشهورة هناك وهذا الجمع
هو أن يقرأ القارىء آية آية كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ
القرآن فعن أم سلمة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يقطع في قراءته آية آية وهذه الطريقة ايضا تعتبر من الطرق الصعبة لأن
القارىء يبدأ بتقديم قالون في القراءة حسب ترتيب الشاطبية ثم يقدم اصحاب
القصر في المدود ثم التوسط ثم المد وهذه تعتبر من الطرق الصعبة والطويلة في
الاداء .
ويمتاز هذا المذهب بأنه أكثر المذاهب رعاية لأدب الرواية ولكنه يأخذ وقتا
طويلا فربما تكون نقاط الخلاف قليلة جدا في الاية لكنه يضطر الى اعادة
الاية من البداية ومن سمع البرنامج الذي كان يذاع في إذاعة القرآن الكريم
بالسعودية يجد أن بعض المشايخ كان يُلزم الطلاب به ، فلا شك أنه يأخذ وقتاً
طويلا ومن سمع آية الدين مثلاً عرف مقدار الطول في الوقت .
وهذا وسنتبع إن شاء
الله من هذه الطرق طريقة الجمع بالوقف لأنها تسهل على المبتدئ ويكون فيها
استحضار للأوجه وتفصيل لجزئيات الآية ولكونها الطريقة الأكثر انتشاراً بين
علماء الإقراء . المنهج الذي أسير عليه بإذن الله في جمع القراءات العشر بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وبعد :
فهذا منهجي الذي أسير عليه بإذن الله تعالى في جمع القراءات العشر من طريقي التيسير والتحبير .
أولاً : أختار الجمع بالوقف وهو : أن يقرأ
القارىء حتى يصل الى المكان الذي يحسن الابتداء بما يليه ثم يقرأ للراوي
الذي يليه والأكثر موافقة له فيقرأ للراوي الثاني حتى يصل الى الوقف وهكذا
حتى يقرأ لجميع القراء ثم يواصل بنفس الطريقة .
ثانياً : من باب إتمام الفائدة فإني أشير غالباً
إلى نوع الوقف من حيث التمام أو الكفاية أو الحُسن ، وهذا إذا لم يكن الوقف
رأس آية معتمداً في ذلك على ما أورده الأشموني في منار الهدى .
ثالثاً : قبل الجمع أذكر ما في الآية من خلاف مع عزو كل قراءة إلى أصحابها ، مع ذكر الدليل من الشاطبية والدرة .
رابعاً : إذا كان هناك تحرير لأحد القراء أو الرواة فإني أذكره ؛ معتمداً في ذلك على ما حرره الإبياري والحداد والجمزوري .
خامساً : إذا تكرر حكم في الأصول وكان ذكره
قريباً فإني استغني بما ذكرت مع الإحالة أو عدمها حسب استطاعتي ، وقد أفعل
ذلك في الكلمات الفرشية .
سادساً : لا ألتزم بعدد معين من الآيات في الحلقة
الواحدة ، بل يتحدد ذلك بما في الآيات من أحكام ، وحتى يستفيد الجميع من
ذلك فإني أضع ثلاث مشاركات في الأسبوع فقط وانتظر التوجيه والاستفسار في
الأيام التي ليس فيه حلقات جديدة .
سابعاً : أستوعب جميع الأوجه غالباً ، خاصة الأوجه المترتبة على بعض ، كأحكام البدل وذوات الياء لورش وغير ذلك مما يأتي بإذن الله تعالى .
ثامناً : باب وقف حمزة وهشام من الأبواب المهمة
والتي تصعب على طلاب العلم المبتدئين ـ أمثالي ـ ولذلك أركز على هذا الباب
ما استطعت إلى ذلك سبيلا .
تاسعاً : من باب الاختصار فإني استعمل بعض الرموز
الكلمية التي تدل على مجموعة من القراء ، وحتى لا يتشتت الطالب فإني آتي
ببعض رموز الشاطبية والدرة وكذا ما أورده الشيخ القاضي في البدور الزاهرة
من اختصارات .
فإذا ذكرت
أصحاب القصر : فهم قالون ودوري أبي عمرو ـ بوجه ـ وابن كثير والسوسي وأبو جعفر ويعقوب .
وأصحاب التوسط : هم قالون ودوري أبي عمرو ـ في الوجه الثاني ـ وابن عامر وعاصم والكسائي وخلف البزار ـ العاشر ـ .
أما
أصحاب المد : فهم ورش وحمزة .
وإذا قلت
صحبة فهم : حمزة والكسائي وخلف العاشر وشعبة .
وصحاب هم : حمزة والكسائي وخلف العاشر وحفص .
وأهل
سما : نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب .
وأما
عمَّ : فهي لنافع وابن عامر وأبي جعفر .
والأخوان : حمزة والكسائي .
والأصحاب : حمزة والكسائي وخلف العاشر .
والمدنيان : نافع وأبو جعفر .
الحرميان : نافع وابن كثير .
والبصريان : أبو عمرو ويعقوب .
و
الكوفيون : عاصم وحمزة والكسائي وخلف العاشر .
عاشراً : أعتمد في الفواصل على العد الكوفي .
وأخيراً فإن العبد إذا وُكٍل لنفسه هلك وزل وضاع ، وإذا وفقه الله تعالى
لإخوة في الله يسدون إليه النصيحة ويأخذون بيده فإنه لا شك يُهدى إلى سواء
السبيل .
والله المستعان وعليه التكلان وبه الإعانة ومنه التوفيق والسداد .
أبو محمد أحمد بن عثمان أبو العُلا
القاهرة : 2/12/1428هـ
الموافق : 11/12/2007م
الحلقة من جمع القرآن الكريم بالقراءات العشر [size=21][size=12]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد : فهذه هي الحلقة الأولى من جمع القرآن الكريم بالقراءات العشر : وقبل أن أبدأ في جمع سورة الفاتحة أود أن أشير إلى شيء مهم ؛
ألا وهو النصح النصح فإن الدين النصحية كما أخبر بذلك صلى الله عليه وسلم ،
فلا يبخلن أحد علي بالنصيحة والتوجيه .والآن حين الأخذ في المراد * والله حسبي وهو اعتمادي .
[/size][/size]
جمع سورة الفاتحة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم اتفق القراء على أن الاستعاذة ليست من القرآن الكريم ، وإنما الإتيان بها
قبل القراءة ؛ اتباع لأمر القرآن ، واختلفوا في حكمها بين الوجوب والندب ،
والذي عليه جمهور العلماء هو الندب .
والصيغة المختارة والتي عليها عمل الأكثرين سلفاً وخلفاً ؛ هي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
ولا مانع من الزيادة عليه بنية التنزيه لله رب العالمين ، قال الداني في
تيسيره : اعلم أن المستعمل عند الحذاق من أهل الأداء في لفظ الاستعاذة
(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) دون غيره وذلك لموافقة الكتاب والسنة،
فأما الكتاب فقوله عز وجل لنبيه عليه السلام فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله
من الشيطان الرجيم، وأما السنة فما رواه نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه استعاذ قبل القراءة بهذا اللفظ بعينه،
وبذلك قرأت وبه آخذ. اهـ.
قال الإمام الشاطبي :
إذا ما أردت الدهر تقرأ فاستعذ * جهاراً من الشيطان بالله مسجلاعلى ما أتى في النحل يسراً وإن تزد * لربك تنزيهاً فلست مجهلاوظاهر اختيار الإمام الشاطبي الجهر لجميع القراء ؛ إلا ما ذكر لحمزة ونافع
من الإخفاء ، وقد بين رحمه الله أن هذا الإخفاء أباه وعاة القراء والصحيح
ما ذهب إليه المحققون : وهو التفصيل :
فيجهر بها في المحافل وإذا كان القارئ يقرأ جهراً وعنده من يستمع لقراءته
وإذا كان القارئ يقرأ في وسط مجموعة وهو المبتدئ بالقراءة ، ويُسر بها في
الصلاة وعند القراءة سراً وإذا كان القارئ يقرأ في مجموعة وليس هو المبتدئ
للقراءة ، على ما فصله العلماء في مصنفاتهم .
بسم الله الرحمن الرحيم
لا
خلاف بين القراء العشرة على الإتيان بالبسملة بعد الاستعاذة عند بداية كل
سورة ، وإنما الاختلاف بين كل سورة وأخرى كما سيأتي بإذن الله تعالى .
قال الإمام الشاطبي :........................
وعند براءة * لتنزيلها بالسيف لست مبسملا ولا بد منها في ابتدائك سورة سواها * ........................................الحمد لله رب العالمين .اتفق القراء على قراءة هذه الآية ؛ فتقرأ لقالون ويندرج معه جميع القراء العشرة ، وليس لهم في العارض إلا السكون المحض .
الرحمن الرحيم .هذه الآية أيضاً محل اتفاق بين القراء العشرة ، ولهم في الوقف على الرحيم ثلاثة العارض بالسكون المحض ، والقصر مع الروم .
مالك يوم الدين .التوضيح : قرأ عاصم والكسائي ويعقوب وخلف العاشر مالك بإثبات ألف بعد الميم
، والباقون بالحذف ، وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة وأبو
جعفر .
قال الشاطبي :
ومالك يوم الدين راويه ناصر .قال ابن الجزري :
ومالك حز فز .وتؤخذ قراءة أبي جعفر من الوفاق لنافع .
الجمع :
1. قالون : بحذف الألف في مالك . (ملك) معه جميع من يقرأ بالحذف والذين ذكرناهم آنفاً في التوضيح .
2. عاصم : بإثبات الألف ؛ معه الكسائي ويعقوب وخلف العاشر .
ولجميع القراء حال الوقف على الدين الأوجه الأربعة التي ذكرناها في الرحيم .
* إذا وصلنا الرحمن الرحيم بـ ملك يوم الدين فللسوسي الإدغام الكبير ، على ما يأتي تفصيله بإذن الله تعالى في أول سورة البقرة .
إياك نعبد وإياك نستعين .هذه الآية محل اتفاق بين القراء العشرة ، ولهم في الوقف على نستعين ؛ ثلاثة
العارض بالسكون المحض ، وثلاثة العارض بالإشمام ، والقصر مع الروم .
اهدنا الصراط المستقيم .التوضيح .
قرأ قنبل ورويس بالسين في لفظ الصراط حيثما وقع في القرآن الكريم معرفاً كان أو منكراً مضافاً أو غير مضاف .
وقرأ خلف عن حمزة بإشمام الصاد صوت الزاي في جميع ما ورد من لفظ الصراط في
القرآن الكريم ، ووافقه خلاد في الموضع الأول من سورة الفاتحة خاصة ، وقد
خالف خلف العاشر أصله في الإشمام وقرأ بالصاد الخالصة .
قال الإمام الشاطبي :
وعند سراط والسراط لقنبلا .بحيث أتى والصاد زاياً أشمها * لدى خلف واشمم لخلاد الأولاقال ابن الجزري :
والصراط فه اسجلا وبالسين طب . ملحوظة : ظاهر كلام الشاطبي أن لخلاد الإشمام فقط في الموضع الأول من لفظ
الصراط في سورة الفاتحة ولكن قال الشيخ الضباع في الإضاءة ما يلي : وروى
خلف الصراط وصراط، حيث وقعا وكيف أتيا، بإشمام الصاد صوت زاي، ووافقه خلاد
بخلف عنه في الحرف الأول من الفاتحة خاصة.
وبوجه الصاد الخالصة قرأ له الداني على أبي الحسن طاهر بن غلبون، وبالصاد المشمة صوت الزاي قرأ له على أبي الفتح فارس.
واقتصر على هذا الوجه (يقصد الإشمام لخلاد في الصراط فقط) في الحرز
كالتيسير، والأولى الأخذ بالوجهين كما نبه عليه شيخ مشايخي العلامة
المتولي في روضه أ . هـ
وسنمضي على ما حرره الضباع من أن لخلاد الوجهين بإذن الله تعالى .
الجمع .
1. قالون بالصاد الخالصة ؛ معه الجميع إلا قنبلاً وحمزة بخلف عن خلاد ، ورويس .
2. قنبل بالسين ؛ معه رويس .
3. خلف عن حمزة بإشمام الصاد صوت الزاي ، معه خلاد في وجه الإشمام .
صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين .
التوضيح : سبق أن ذكرنا مذاهبهم في صاد الصراط ، وضم حمزة ويعقوب الهاء من عليهم وكسرها غيرهما .
قال الإمام الشاطبي :
عليهم إليهم حمزة ولديهم * جميعاً بضم الهاء وقفاً وموصلا قال الإمام ابن الجزري :
واكسر عليهم إليهم لديهم فتى والضم في الهاء حللا عن الياء إن تسكن سوى الفرد ......................ووصل الميم بواو لفظية قالون بخلف عنه وابن كثير وأبو جعفر .
قال الإمام الشاطبي :
وصل ضم ميم الجمع قبل محرك * دراكاً وقالون بتخييره جلا قال الإمام ابن الجزري :
وصل ضم ميم الجمع أصل .
الجمع :
1. قالون بالصاد الخالصة وكسر الهاء من عليهم وسكون ميم الجمع ؛ معه ورش وأبو عمرو وابن عامر وعاصم والكسائي وخلف العاشر .
2. قالون بصلة ميم الجمع ؛ معه البزي عن ابن كثير وأبو جعفر .
3. خلاد بضم الهاء من عليهم ؛ وليس له في الصراط إلا الصاد الخالصة ؛ معه روح .
4. قنبل بالسين في الصراط ؛ ليس معه أحد .
5. رويس بالسين في الصراط مع ضم الهاء في عليهم ؛ ليس معه أحد .
6. خلف عن حمزة بإشمام الصاد صوت الزاي وضم الهاء في عليهم ؛ ليس معه أحد .
وبهذا نكون قد انتهينا بفضل الله من جمع سورة الفاتحة ، أسأل الله أن أكون
قد وفقت في جمعها على الوجه الذي يرضيه عني ، وأن أكون قد أفدت في هذا
الموضوع ، وإلى اللقاء في الحلقة القادمة مع جمع ما بين سورة الفاتحة وسورة
البقرة إن شاء الله تعالى .
مع أني لم أغفل مسألة التسجيل الصوتي ؛ لكني عندي مشكلة في التسجيل إن شاء
الله أصلحها غداً وفي المرة القادمة أضع الملف الصوتي مع كل حلقة .
جمع ما بين السورتين الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :فهذه هي الحلقة الثانية من حلقات جمع القرآن الكريم بالقراءات العشر الصغرى من طريق الشاطبية والدرة .جمع ما بين سورة الفاتحة وسورة البقرة
أولاً : أوجه الخلاف .1. البسملة .2. السكت على حروف الهجاء في أوئل السور .وقد مر علينا توضيح مذاهب القراء في ضم الهاء في عليهم وميم الجمع في الحلقة الماضية ثانياً : التوضيح .1. البسملة :أ . أثبت البسملة بين كل سورتين سوى براءة كل من : قالون وابن كثير وعاصم والكسائي وأبو جعفر .قال الإمام الشاطبي : وبسمل بين السورتين بسنة … رجال نموها درية وتحملاوقال الإمام ابن الجزري : وبسمل بين السورتين أئمة ب . ووصل حمزة وخلف العاشر بين كل سورتين بلا بسملة ، وليس لخلف العاشر إلا وجه الوصل فقط من طريق التحبير .قال الإمام الشاطبي : ووصلك بين السورتين فصاحة .وسكت ابن الجزري عن خلف فعلمنا أنه موافق لأصله .جـ . ولورش وأبي عمرو وابن عامر ويعقوب ؛ ثلاثة أوجه .الأول : البسملة كقالون ومن معه .الثاني : الوصل كحمزة وخلف العاشر .الثالث : السكت بدون بسملة .وهذا الذي عليه أغلب شراح الشاطبية .قال الإمام الشاطبي : وصل واسكتن كل جلاياه حصلا .ولا نص كل حب وجه ذكرته … وفيها خلاف جيده واضح الطلا ويُعلم مذهب يعقوب من الوفاق حيث سكت عنه ابن الجزري .واعلم أخي الكريم أن لكل من يبسمل ثلاثة أوجه أدائية معروفة عن علماء الأداء وهي :والوقف على الجميع ، ووصل الجميع
، والوقف على الأول ووصل الثاني بالثالث ، ويمتنع وجه رابع وهو وصل الأول
بالثاني مع الوقف عليه والبدء بالثالثقال الإمام الشاطبي : ومهما تصلها مع أواخر سورة .. فلا تقفن الدهر فيها فتثقلا2. السكت على حروف الهجاء .سكت أبو جعفر على كل حرف من حروف
الهجاء سكتة لطيفة من غير تنفس ، فيسكت على ألف وعلى لام وعلى ميم ويلزم
من السكت على لام الإظهار وعدم الإدغام في ميم ، والباقون بغير سكت .ثالثاً : الجمع .تيسيراً على إخواني المبتدئين
فإني أكتفي بالجمع من قوله تعالى غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ
الضَّالِّينَ* بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * المونبدأ كالتالي : 1. قالون بسكون ميم الجمع مع الوقف على الجميع .غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ * بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * الممعه عاصم والكسائي ؛ ووجه لورش وأبي عمرو وابن عامر .2. قالون بما مضى مع الوقف على آخر السورة ووصل البسملة بأول السورة .غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ * بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم معه من مضى من القراء 3. قالون بما مضى مع وصل الجميع .غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم معه من مضى من القراء .4. ورش بوجه السكت بدون بسملة .غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (س) الم معه وجه لأبي عمرو وابن عامر 5. ورش بوجه الوصل بين السورتين بدون بسملة .غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ الم معه وجه لأبي عمرو وابن عامر .6. قالون بصلة ميم الجمع ؛ وما سبق له في الفقرة (1) ؛ معه ابن كثير .7. أبو جعفر على ما مضى لقالون في (6) ؛ مع السكت على حروف الهجاء ؛ وقد انفرد بهذا الوجه .8. قالون بصلة ميم الجمع ؛ وما سبق له في الفقرة (2) ؛ معه ابن كثير .9. أبو جعفر على ما مضى لقالون في ( ؛ مع السكت على حروف الهجاء وليس معه أحد .10. قالون بصلة ميم الجمع ؛ وما سبق له في الفقرة (3) ؛ معه ابن كثير .11 . أبو جعفر على مضى لقالون في (10) مع السكت على حروف الهجاء وليس معه أحد .12. حمزة بضم الهاء في عليهم ووصل السورتين ؛ معه وجه يعقوب بالسكت .13. يعقوب بوجه السكت من دون بسملة مع ضم الهاء في عليهم ؛ وقد انفرد .14. يعقوب بوجه البسملة بين
السورتين ؛ وله فيها ثلاجة أوجه الأداء التي تقدمت لقالون في الفقرات
الثلاثة الأولى ، ولا ننسى ضم الهاء في عليهم .