تذكير الاسم وتأنيثه
.
ينقسم الاسم من حيث النوع إلى قسمين
: مذكر ، ومؤنث .
1 ـ الاسم المذكر : ما دخل في جنس الذكور ،
وليس له علامة معينة ، وإنما نتعرف عليه من خلال المعنى ، ومضمون الكلام ، والإشارة
إليه بقولنا " هذا " .
نحو : هذا رجل كريم .
26 ـ ومنه قوله تعالى : { قالوا هذا سحر
مبين }1 .
أو بالضمير العائد عليه . نحو : أنت مهذب .
ومنه قوله تعالى : { قل هو الله أحد }2 .
وبالصلة العائدة عليه . نحو : وصل الذي كان
مسافرا .
27 ـ ومنه قوله تعالى : { يثبت الله الذين
آمنوا بالقول الثابت }3 .
وبوصفه . نحو : سمعت بلبلا منشدا .
ومنه قوله تعالى : { فإذا هي ثعبان مبين }4
.
وينقسم الاسم المذكر إلى نوعين :
أ ـ المذكر الحقيقي : هو كل ما دل من
الأسماء على ذكر من الناس ، أو
الحيوان أو الطير ويعرف بأنه لا يبيض ، ولا
يلد . نحو : محمد ، وإبراهيم ،
ورجل ، وأسد ، وجمل ، وديك
.
ونتعرف عليه من خلال اسم الإشارة المفرد
المذكر " هذا " . نحو : هذا محمد .
ومنه قوله تعالى : { يا بشرى هذا غلام }5
.
28 ـ وقوله تعالى : { قالوا ما هذا إلا رجل
}6 .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 13 النمل . 2 ـ 1 الإخلاص .
3 ـ 27 إبراهيم . 4 ـ 32 الشعراء .
5 ـ 19 يوسف . 6 ـ 43 سبأ .
أو بالضمير العائد عليه . نحو : هو محمد .
29 ـ ومنه قوله تعالى : { قال أنا يوسف
وهذا أخي }1 .
أو بوصفه . نحو : صافحت رجلا ضريرا .
30 ـ ومنه قوله تعالى : { إن تتبعون إلا
رجلا مسحورا }2 .
أو بالصلة العائدة عليه . نحو : وصل الرجل
الذي أكرمني بالأمس .
31 ـ ومنه قوله تعالى : { ألم تر إلى الذي
حاج إبراهيم في ربه }3 .
ب ـ المذكر المجازي : هو ما دل على جماد ،
ويعامل معاملة المذكر الحقيقي من الناس ، والحيوان ، والطير .
مثل : قمر ، وحجر ، وليل ، ومنزل ، وجدار ،
وشارع ، وسوق ، وإبريق .
ونتعرف عليه باسم الإشارة المذكر نحو : هذا
قمر منير .
32 ـ ومنه قوله تعالى : { هذا حلال وهذا
حرام }4 .
أو بوصفه وصفا مذكرا . نحو : سهرت ليلا
طويلا .
33 ـ وقوله تعالى : { رب اجعل هذا بلدا
آمنا }5 .
أو بإعادة الضمير عليه مذكرا . نحو :
المتجر أغلق أبوابه .
34 ـ ومنه قوله تعالى : { والقمر قدرناه
منازلا }6 .
أو بالصلة العائدة عليه . نحو : المنزل
الذي يسكن فيه صديقي كبير .
ومنه قوله تعالى : { والكتاب الذي نزل على
رسوله }7 .
فكلمة " قمر " ، و " ليل " أسماء مذكرة ،
ونستدل على تذكيرها باسم الإشارة كما في المثال الأول ، وبالوصف في المثال الثاني .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 90 يوسف .
2 ـ 47 الإسراء . 3 ـ 258 البقرة .
4 ـ 116 النحل . 5 ـ 126 البقرة .
6 ـ 39 يس . 7 ـ 136 النساء .
غير أن هذه الأسماء مذكرة تذكيرا
مجازيا لدلالتها على جماد ، ولا مؤنث لها من جنسها ، إذ الأصل في المذكر الحقيقي أن
يكون له مؤنث من جنسه .
مثل : رجل ، ومؤنثه : امرأة . ومحمد مؤنثه
: فاطمة .
وثور مؤنثه : بقرة . وجمل مؤنثه : ناقة .
وديك مؤنثه : دجاجة .
لكن هناك بعض الأسماء المذكرة لا مؤنث لها
، أو لا يجوز تأنيثها ، نذكر منها : الأشاجع ، والبطن ، والألف من العدد ، والناب
من الأسنان ، والثدي ، والضرس ، والقليب ، والقميص ، والخُزر ( ذكر الأرانب ) ،
والعقرُبان ( ذكر العقرب ) ، والأفعُوان ( ذكر الأفعى ) ، والشهور كلها مذكرة إلا
جمادى (1).
2 ـ الاسم المؤنث : هو ما دل على أنثى ضد
الذكر حقيقة ، أو مجازا .
أ ـ المؤنث الحقيقي : هو ما دل على الأنثى
من الناس ، أو الحيوان ، أو الطير ، وهو كل ما يلد ، أو يبيض مما خلق الله إلا ما
شذ منها .
نحو : فاطمة ، وخديجة ، وناقة ، ونعجة ،
ودجاجة ، وحدأة .
ونقصد بالشاذ الأسماء التي يستوي فيها
التأنيث والتذكير ، ويكثر ذلك في أسماء
الحيوان والطير . نحو : أرنب ، وضبع ، وفرس
، وأفعى ، وعنكبوت ، وصقر .
إذ غالبا ما تطلق الأسماء السابقة وما
شابهها على المذكر ، والمؤنث من أجناسها .
ب ـ المؤنث المجازي : هي أسماء الجمادات
التي تعامل معاملة الأنثى ، أي : كل ما لا يبيض ، أو يلد من
المخلوقات . مثل : أرض ، وشمس ، وعين ،
وسماء .
ويمكن التعرف على الأسماء المؤنثة تأنيثا
مجازيا بإعادة الضمير عليها مؤنثا .
نحو : الشمس أشرقت .
35 ـ ومنه قوله تعالى : { والشمس وضحاها }2
.
ـــــــــــــــــــ
1 ـ المذكر والمؤنث لابن جني ص45 .
2 ـ 1 الشمس .
أو باسم الإشارة المؤنث . نحو : هذه الأرض
ملكي .
36 ـ ومنه قوله تعالى : { واكتب لنا في هذه
الدنيا حسنة }3 .
أو بوصفها وصفا مؤنثا .
37 ـ نحو قوله تعالى : { فيها عين جارية
}4 .
فالشمس ، والأرض ، والدنيا ، وعين ، ألفاظ
مؤنثة تأنيثا مجازيا ، لعدم وجود علامة من علامات التأنيث المصاحبة للاسم المؤنث ،
كالتاء ، والألف المقصورة ، أو الممدودة ، ولكنا حكمنا على تأنيثها من خلال معناها
، وبإعادة الضمير المؤنث عليها ، وبدلالة الإشارة المؤنث ، وبوصفها وصفا مؤنثا كما
في الأمثلة السابقة .
أقسام المؤنث : ـ
ينقسم الاسم المؤنث من حيث اتصاله
بعلامات التأنيث ، أو عدم اتصاله إلى ثلاثة أقسام :
1 ـ مؤنث لفظي : هو كل اسم مذكر لحقته إحدى
علامات التأنيث .
مثل : طلحة ، ومعاوية ، وعبيدة ، وزكريا .
2 ـ مؤنث معنوي : كل اسم دل على مؤنث حقيقي
ولم تلحقه علامة من علامات التأنيث . مثل : مريم ، وسعاد ، وهند ، وزينب .
3 ـ مؤنث معنوي لفظي : هو ما دل على مؤنث
حقيقي ، واتصلت بع إحدى علامات التأنيث ، كالتاء ، أو الألف بنوعيها .
مثل : فاطمة ، وخديجة ، وعائشة ، وليلى ،
وسلمى ، وصحراء ، وأسماء .
فوائد وتنبيهات :
1 ـ لقد ذكر ابن جني بعض الأسماء المؤنثة
التي لا يجوز تذكيرها نورد منها :
العين ، الأذن ، الكبد ، الكرش ، الفخذ ،
الساق ، العقب ، العضُد ، الخنصر ،
ـــــــــــــ
3 ـ 156 الأعراف . 4 ـ 12 الغاشية .
البنصر ، الضِّلع ، القدم ، اليد ،
الرّجِل ، النَّصل (1) .
2 ـ هناك ألفاظ يستوي فيها التذكير
والتأنيث منها :
سكين ، طريق ، سوق ، بلد ، عنق ، إبط ، بسر
، تَمر ، ثّمَر ، لسان ، جراد ،
حمام ، سلطان ، سبيل ، سلاح ، شعير ، صاع .
3 ـ هناك أيضا علامات لفظية إذا لحقت الاسم
دلت على تأنيثه تأنيثا حقيقيا ، وميزته عن المذكر ، كالتاء المربوطة في آخر الاسم
المؤنث المعنوي، والصفة المؤنثة . مثل : فاطمة ، وخديجة ، وباسمة ، وجميلة ، وخادمة
، ومعلمة .
فالتاء المربوطة في أواخر الكلمات السابقة
دلالة لفظية على تأنيث الأسماء ، والصفات السابقة ، والقطع بتأنيثها تأنيثا حقيقيا
.
4 ـ ولكن هذه التاء التي اتخذتها اللغة سمة
أساسية للدلالة على التأنيث الحقيقي ، قد خرجت عن نطاق ما خصصت له ، فنراها تلحق
بعض الأسماء المذكرة .
مثل : طلحة ، وعبيدة ، وأسامة ، ومعاوية ،
وحمزة .
وقد لحقت أيضا بعض الحروف . مثل : ثَمة ،
وثُمة ، وربة .
ولكنها لم تكسبها التأنيث المعنوي ، وإنما
أكسبتها تأنيثا لفظيا فقط . أي أنها مؤنثة في اللفظ لا في المعنى ، وهذا ما يعرف
بالتأنيث اللفظي .
5 ـ كما لحقت التاء المربوطة بعض أسماء
الجنس ، لتمييز المفرد عن الجمع الجنسي . مثل ، حمامة ، وثَمَرة ، وتَمْرة ، ونعامة
، ودجاجة ، وشجرة ، وخمرة . لتميزها عن جمعها وهو : حمام ، وثمار ، وتمر ، ونعام ،
ودجاج ، وشجر ، وخمر .
6 ـ ولحقت كلمة " إمَّعة " للدلالة على
الذم ، وتعني التابع الذي لا رأي له .
ولحقت كلمة " علاّمة " للدلالة على المدح
المفرط ، وذلك للمبالغة في الاتصاف بالعلم .
ـــــــــــــــ
1 ـ المذكر والمؤنث ص 45 ،
وانظر المذكر والمؤنث للفراء ص73 . تحقيق الدكتور / رمضان
عبد التواب .
7 ـ كما تأتي التاء لتمييز بعض الجموع من
أسماء الجنس . مثل : فتية ، وأديرة ، وقردة . من : فتى ، ودير ، وقرد .
8 ـ وتكون التاء للتعويض كما في تلامذة ،
وزنادقة ، وأبالسة .
9 ـ وتكون بدلا من ياء النسب كما في :
مغاربة ، ودماشقة .
10 ـ وتأتي لتحديد اسم المرة ، واسم الهيئة
. مثل : ضَرْبة ، وركلة ، وأكلة ، بفتح فاء الكلمة على زنة " فَعلة " ، وبكسرها في
اسم الهيئة على زنة " فِعلة " . مثل : جِلسة الأمير ، وقِفزة النمر ، ومِشية
المختال .
فالتاء في " ضَربة " حددت اسم المرة ، وفي
" جِلسة " حددت اسم الهيئة .
11 ـ وتأتي التاء عوضا عن فاء الكلمة
المحذوفة . نحو : عِدة من وعد ، وصلة من وصل ، وجدة من وجد ، وزنة من وزن ، وهبة من
وهب .
أو عينها . نحو : أهان إهانة ، وأعان إعانة
، وأدان إدانة ، وأقام إقامة .
أو لامها . نحو : لغة من لغو .
12 ـ من العلامات اللفظية لتأنيث الاسم
المؤنث الحقيقي ، أو الصفة ، الألف المقصورة والممدودة الدالة على التأنيث . مثل :
ليلى ، ونعمى ، وذكرى ، وسلمى ، وعصا . ولا تكون الألف المقصورة للتأنيث إذا كانت
غير لازمة " غير أصلية " مثل : أرطى ، ومعزى . فالألف فيهما للإلحاق ، بدليل
تنوينها . نقول : معزىً ، وأرطىً . كما تلحقها تاء التأنيث فنقول : أرطأة . والأرطى
والأرطأة شجر ينبت في الرمل .
ومثال الألف الممدودة : صحراء ، ونجلاء ،
وبيداء ، وحمراء . ويشترط فيها أن تكون زائدة دالة على التأنيث ، وأن تكون رابعة في
الكلمة ، وبعدها همزة .
13 ـ هناك صفات لإناث تستغني فيها اللغة عن
علامة التأنيث المميزة ، وتكتفي بدلالة معناها على الأنوثة . منها : حامل ، ومرضع ،
وعاقر ، وطالق .
نقول : امرأة حامل . وأم مرضع ، وزوجة عاقر
، وامرأة طالق .
14 ـ ومن الصفات ما يستوي فيها المذكر
والمؤنث ، كبعض المشتقات التي لا تدخلها تاء التأنيث . مثل : صبور ، وعجوز ، وغيور
، وشكور .
نقول : امرأة صبور ، ورجل صبور . وهذه عجوز
، وهذا عجوز .
وفتاة غيور ، وفتى غيور .
والصفات السابقة على فعول بمعنى اسم الفاعل
المؤنث بتاء التأنيث الدال على من فعل الفعل . فصبور صفة على وزن فعول ، ولكنها
بمعنى " صابرة " اسم الفاعل المؤنث . أما إذا كانت فعول بمعنى " مفعول " لحقته
التاء .
نحو : عندي ركوبة ، وبقرة حلوبة . أي بمعنى
: مركوبة ، ومحلوبة .
15 ـ من الصفات التي لا تلحقها التاء
للتفريق بين المذكر والمؤنث ، ما كان على وزن " مِفعال " للمبالغة . مثل : معطاء ،
وملحاح ، ومفضال .
نقول : امرأة معطاء ، ورجل معطاء .
وامرأة ملحاح ، ورجل ملحاح . أي كثير الطلب
.
وامرأة مفضال ، ورجل مفضال .
16 ـ ومن الصفات المشتركة بين التأنيث
والتذكير ما كان على وزن " مفعيل " .
نحو : امرأة منطيق ، ورجل منطيق .
وأمراة معطير ، ورجل معطير . أي كثير العطر
.
وشذ عن ذلك قولهم : امرأة مسكينة ، ومطرابة
للكثيرة الطرب (1) .
فقد لحقتهما التاء للتأنيث مع المؤنث ، أما
المذكر فنقول : رجل مسكين ومطراب .
ومنه ما كان على وزن " فعيل " بمعنى مفعول
.
نحو : فتاة قتيل ، وفتى قتيل . أي فتاة
مقتولة .
وامرأة جريح ، ورجل جريح . أي امرأة جريحة
.
أما إذا حذفنا الموصوف ، كأن نقول بكيت على
قتيلة ، أو حزنت لجريحة . وجب
ـــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ شرح المفصل ج5 ص102 ، وشرح ابن الناظم ص 753 .
إلحاق التاء .
فإذا كانت صفة " فعيل " بمعنى " فاعل "
فالأحسن أن تلحقها التاء .
نحو : رجل كريم ، وامرأة كريمة .
17 ـ تشترك ألفة في التذكير والتأنيث ، إذا
كانت مصدرا أريد به الوصف .
نحو : هذه امرأة عدل ، وهذا رجل عدل
.
18 ـ خلاصة القول في تاء التأنيث المربوطة
أنها تدخل على أكثر الأسماء المشتقة . كعالم ، وعالمة ، وكاتب وكاتبة ، وشاعر
وشاعرة ، وقائل وقائلة ، ومحبوب ومحبوبة ، وميسور وميسورة .
ولا تدخل على الأسماء الجامدة . كرجل ،
وفرس ، وأسد ، وحمد ، وغلام .
19 ـ تتشابه ألف التأنيث الممدودة مع ألف
الإلحاق ، وللتفريق بينهما أن ألف الإلحاق تنون ، وتلحقها تاء التأنيث . كما أوضحنا
سابقا .