أنواع الاسم :
لقد قسم الصرفيون الاسم إلى أربعة
أقسام : ـ
اسم صحيح ، و مقصور ، وممدود ، ومنقوص .
1 ـ الاسم الصحيح :
هو الاسم الذي لا يكون مقصورا ولا
ممدودا ، ولا منقوصا ، أي ليس منهيا بألف لازمة " أصلية " ، ولا ألفا زائدة بعدها
همزة ، ولا ياء لازمة ، وتظهر عليه علامات الإعراب الثلاثة رفعا ونصبا وجرا .
نحو : غلام ، امرأة ، رجل ، شجرة ... إلخ
.
نقول : هذا غلامٌ مؤدب . ورأيت رجلاً ضريرا
. وجلست تحت شجرةٍ وارفة .
فالكلمات : غلام ، ورجل ، وشجرة ، في
الأمثلة السابقة أسماء صحيحة الآخر لخلوها من علامات الاسم المقصور ، أو الممدود ،
أو المنقوص ، وهي اللف بنوعيها ، أو الياء اللازمة ، إضافة إلى ظهور علامات
الإعراب الثلاثة على آخره فغلام ومؤدب في المثال الأول كل منهما مرفوع بضمة ظاهرة ،
ورجلا وضريرا كل منهما منصوب بفتحة ظاهرة ، وشجرة ووارفة كل منهما مجرور بكسرة
ظاهرة . فإن اختفت إحدى العلامات الثلاثة ، أي قدرت على أخر الاسم فلا يكون صحيح
الآخر .
2 ـ الاسم المقصور :
هو الاسم المعرب المنتهي بألف لينة
لازمة ، وقدرت عليه حركات الإعراب الثلاثة .
والألف اللينة اللازمة هي كل ألف ثابتة في
آخر الاسم ، وترسم ألفا ، أو ياء غير منقوطة . مثل : عصا ، وسنا ، وصفا ، وهدى ،
وفتى ، وهوى .
نحو : هذه عصا غليظة . وجاء فتى مجتهد
.
وشاهدت سنا برق يلمع . وصادفت الأمور
هوى في نفسه .
وكان محمد على هدى من ربه .
من خلال الأمثلة السابقة نجد بعض الكلمات
مثل : عصا ، وفتى ، وهوى ، وهدى . جاء بعضها مرفوعا ، والبعض الآخر منصوبا ، أو
مجرورا ، غي أنه لم تظهر على آخرها علامات الإعراب " الحركات " الضمة ، أو الفتحة ،
أو الكسرة ، ومعنى ذلك أنها قد رفعت بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر
في مثل : عصا ، وفتى . ونصبت بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر أيضا قي
مثل : سنا ، وهوى ، وجرت بكسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر على مثل : هدى
. والسبب في ذلك أن الألف الموجودة في أواخر هذه الكلمات ونظائرها لا تقبل الحركة
مطلقا .
3 ـ الاسم الممدود :
هو الاسم المعرب الذي في آخره همزة قبلها
ألف زائدة .
مثل : صحراء ، وحمراء ، وبيداء .
نقول : هذه صحراءُ واسعة .
وقطعت صحراءَ واسعة .
وسرت في صحراءَ واسعة .
في الأمثلة السابقة نلاحظ أن كلمة "
صحراء " جاءت مرفوعة ومنصوبة ومجرورة ، وقد ظهرت عليها علامات الإعراب الثلاثة ،
بيد أنها غير منونة في حالتي الرفع والنصب ، وجرت بالفتحة نيابة عن الكسرة في حالة
الجر ، والعلة في ذلك منعها من الصرف . فالأسماء الممدودة أسماء غير مصروفة ، لأنها
تنتهي بالهمزة ، وقبلها ألف مد زائدة يشترط فيها أن تكون رابعة فأكثر ، والكلمة
دالة علة التأنيث . فإن كانت ثانية ، أو ثالثة فلا يمنع الاسم من الصرف ، لأن
الألف الثانية ، والثالثة في الكلمة الممدودة تكون أصلية مثل : ماء وداء ، وسماء
، ودعاء ، ونداء ، وهواء .
20 ـ ومنه قوله تعالى : " وأنزل من السماء
ماء }1 .
ومنه قول الشاعر :
لكل داء دواء يستطب به إلا
الحماقة أعيت من يداويها
ونحو قوله تعالى " وأوحى في كل سماء أمرها
}2 .
وقوله تعالى : { لا يسمع إلا دعاء ونداء }3
.
وقوله تعالى : { وأفئدتهم هواء }4 .
ولاسم الممدود يجوز قصره . فنقول : حمرا ،
وخضرا ، وصفرا ، وسما .
4 ـ ومنه قول الشاعر :
لا بد من صنعا وإن طال السفر
وإن تجنّى كل عود وَدَبِر
ومنه قول كعب بن مالك الأنصاري ، وقد مد
وقصر في آن واحد :
بكت عيني وحق لها بكاها وما
يغني البكاء ولا العويل
ومنه : زكريا بالقصر .
21 ـ نحو قوله تعالى : { هنالك دعا زكريا
ربه }5 .
ــــــــــــــــ
1 ـ 22 البقرة . 2 ـ 12 فصلت
.
3 ـ 171 البقرة . 4 ـ 43 إبراهيم . 5 ـ 38 آل عمران
.
وقوله تعالى : { ذكر رحمة ربك عبده زكريا
}1 .
وهو ممدود في الأصل ، نقول : زكرياء .
ولا يجوز مد المقصور ، فلا نقول : عصاء ،
وفتاء . من عصا ، وفتى .
وإن كان الكوفيون يجيزونه . 5 ـ واستدلوا
بقول الشاعر :
سيغنيني الذي أغناك عني فلا فقر
يدوم ولا غناء
الشاهد : غناء . بالمد ، وهي في الأصل "
غنى " بالقصر ، وقد علق عليه الفراء بقوله " فإنه إنما احتاج إليه في الشعر فمده "
(2) .
وخلاصة ما سبق في مد المقصور ، وقصر
الممدود إنما يكون لضرورة من ضرورات الشعر ، وإن كان قصر الممدود قد أجمع عليه
النحويون ، في حين لم
يقل بمد المصور سوى الكوفيين ، وقد دلل
سيبويه على إجازته في الشعر بقوله " ربما مدوا فقالوا : مساجيد ومنابير " (3) .
4 ـ الاسم المنقوص :
هو كل اسم معرب في آخره ياء لازمة "
أصلية " مشددة مكسور ما قبلها .
مثل : القاضي ، القاضي ، الداعي ، الراعي ،
الساعي ، الساقي .
وهذا النوع من الأسماء تقدر عليه حركتان
إعرابيتان فقط هما : الضمة ، والكسرة للثقل . أما الفتحة فتظهر عيه لخفتها .
نحو : جاء القاضي . ورأيت الداعيَ . ومررت
بالراعي .
22 ـ ومنه قوله تعالى : { نودي من شاطئ
الوادي الأيمن }4 .
القاضي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على
آخره منع من ظهورها الثقل .
ــــــــــــــ
1 ـ 2 مريم .
2 ـ المقصور والممدود للفراء ص45 .
3 ـ المرجع السابق هامش ص44 .
4 ـ 30 القصص .
والداعي : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة
على آخره .
والراعي : اسم مجرور بالكسرة المقدرة على
آخره منع من ظهورها الثقل .
والصرفيون يبينون لنا منشأ هذا الثقل
بقولهم : إن الياء الممدودة يناسبها كسر ما قبلها ، والضمة ثقيلة فيعسر الانتقال
من كسر إلى ضم .
وفي حالة الجر يجر الاسم المنقوص بكسرة
مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، لأن الكسرة جزء منها ، ويستثقل تحريك الياء
بجزء منها .
أما في حالة النصب فتظهر الفتحة على الياء
لخفتها .
وإذا جاء الاسم المنقوص نكرة تحذف ياؤه ،
ويعوض عنها بتنوين العوض ، أو التعويض ، كما بينا ذلك ، في حالتي الرفع والجر .
نحو : جاء داعٍ .
23 ـ ومنه قوله تعالى : { فاقض ما أنت قاض
}1 .
وقوله تعالى : { ولكل قوم هاد }2 .
وسلمت على ساقٍ .
24 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن يضلل الله
فما له من هاد }3 .
وقوله تعالى : { إنهم في كل واد يهيمون }4
.
فداع : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على
الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل .
وساق : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة
المقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل .
أما في حالة النصب فلا تحذف الياء .
نقول : رأيت والياً . وكان أخي قاضيًا .
وفي حالة مجيء الاسم المنقوص مجموعا جمع
تكسير ، يمنع من الصرف ، لأنه على وزن منتهى
ـــــــــــــ
1 ـ 72 طه . 2 ـ 7 الرعد .
3 ـ 33 الرعد . 4 ـ 225 الشعراء .
الجموع ، وتقدر فيه حركتا الرفع والجر ، ويحذف منه تنوين التنكير ، كما تحذف الياء
ويعوض عنها بتنوين العوض ، أما علامة النصب فتظهر على الياء . نحو : السفن رواسٍ في
الميناء .
وصعد المسافرون على سفن رواسٍ . وشاهدت
سفنا رواسيَ .
25 ـ ومنه قوله تعالى : { وألقى في الأرض
رواسي }1 .
فرواس ـ في المثال الأول ـ خبر مرفوع
بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل . ورواس ـ في المثال الثاني
ـ صفة مجرورة بالكسرة
المقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها
الثقل . وفي المثال الثالث جاء رواسي صفة منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة .
ـــــــــــ
3 ـ 15 النحل .