أقسام الكلمة :
الكلمة ثلاثة أقسام :
اسم ، وفعل ، وحرف .
أولا ــ الاسم :
المراد بالاسم كل ما ليس بفعل ، أو حرف ، ويدل على معنى في نفسه غير مقترن بزمن ، وقد يكون المدلول حسيا كمحمد ، ومنزل ، وشجرة ، أو معنويا كالأمانة ، والعلم ، والأخلاق ، والشجاعة والصبر
.
وفي تقسيم الكلمة إلى اسم ، وفعل ، وحرف تعميم ، ودمج بعض أنواع الكلمة التي تشترك في بعض خواصها مع الاسم تحت مسمى الاسم ، وذلك كالصفة ،
والظرف ، والضمير ، على الرغم من تميزها ببعض الخواص الأخرى ، وسوف تظهر هذه التفرقة الدقيقة بين أنواع الاسم عند دراسة كل جنس على حدة .
ـــــــــــــــ
1 ــ 99 ،
100
المؤمنون .
2 ــ النحو الوصفي1 ، ص33 .
خواص الاسم وعلاماته :
قبل
أن نلج إلى علامات الاسم ينبغي أن نشير ولو إشارة عابرة إلى بعض خواص الاسم التي تميزه عن بقية أنواع الكلمة عامة ، والأنواع الأخرى من الأسماء خاصة .
فلاسم تنحصر فيه معان كثيرة :
كالدلالة على الفاعلية ، والمفعولية ، كما يشتمل على الدلالة الزمانية ، والمكانية ، والغاية ، وبيان النوع ، والعددية ، والحالية عند وقوع الحدث ، ويفسر المبهمات ، ويؤدي معنى الاستثناء ، والإسناد . في الوقت الذي لا يؤدي فيه الفعل إلا معنى مزدوجا وهو : الدلالة على الحدث ، والزمن ، وغالبا ما تكون الدلالة الزمانية له محددة بالسياق العام وليس من مجرد لفظه .
كما
أن الاسم يختلف عن بقية أنواعه كالصفة ، والضمير ، والظرف من نواح أخرى نذكرها في هذا المقام فهو :
يختلف عن الصفة مثلا من حيث أنها تدل على ذات وصفة معا ، وهي تدل ضمنا على الحدث ، فكلمة " حاكم " ، و "
عالم " ،
و "
خادم "
كل منها تدل على ذات متصفة بصفة الحكم ، والعلم ، والخدمة ، ويختلف الاسم أيضا عن الظرف من حيث أن الظرف مجرد دلالة على الزمان ، أو المكان ، وإن كان الظرف ينقل في بعض الأحيان إلى الاسم ، ويستعمل استعماله فيعرب فاعلا كقوله تعالى : { من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال }1 .
أو خبرا كقوله تعالى : { هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم
}2 .
ومنه قوله تعالى :
{ وقال هذا يوم عصيب }3 .
أو خبرا لكان كقوله تعالى :
{ وكان يوما على الكافرين عسيرا
}4 .
أو مفعولا به كقوله تعالى :
{ قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم
}5 .
ــــــــــــــــــــ
1 ــ 31 إبراهيم .
2
ــ 113 المائدة .
3 ــ 77 يونس .
4
ــ 26 الفرقان .
5 ــ 259 البقرة
.
كما
يختلف الاسم عن الضمير من حيث أن الضمير بنية جامدة لا تتغير ، ولا تقبل العلامات الإعرابية ، ولا أل التعريف ، أو التنوين ، وكلها من علامات الاسم التي سنذكرها في موضعها إن شاء الله .
وإلى جانب الفوارق الخاصة بين الاسم والفعل والحرف من جهة ، وبين الاسم وغيره من الأنواع التي تندرج تحت مسماه ، ثمة ميزات أخرى للاسم على غيره من أنواع الكلمة ، فهو يحمل العبء الأكبر في التعبير عن المعنى
. كما لاحظ النحاة أن هذه المعاني المتعددة التي يحتويها الاسم يعبر عنها في التراكيب اللغوية بأصوات خفيفة تظهر على الأحرف الأخيرة للأسماء ، كالرفع والجر والنصب ، وقد سماها النحويون حركات الإعراب ، وسموا الظاهرة التعبيرية إعرابا ، وقد لاحظوا أيضا العلاقة الوثيقة بين الحركات الإعرابية ، والمعاني العامة التي يعبر عنها
الاسم ، فالرفع مثلا يدل على الإسناد ، وهو أن شيئا ما قام بعمل ، كإسناد الفعل إلى الفاعل ، وإسناد الخبر إلى المبتدأ
. كما أن الخبر يدل على الملك والاختصاص ، واختص النصب وهو أخف الحركات بطائفة كبيرة من الأسماء عرفت بالفضلات ؛ لأنها من مكملات الجملة ، ومتمماتها .