المصدر النائب عن فعله :
مصدر ينوب عن فعله ،
ويؤدي معناه ، ولا يجوز أن يجتمع مع فعله ما دام ينوب عنه ويؤدي ما يؤديه .
وهو يختلف عن المفعول
المطلق بأنه يكون طلبيا ، أو مُشبها الطلبي ، ويختلف عنه أيضا بأنه يعمل لعمل فعله
فيلأخذ فاعلا من الفعل اللازم ، وفاعلا ومفعولا من الفعل المتعدي . وهو على النحو
التالي :
1 ــ مصدر يقع موقع الأمر
والنهي .
مثال الأمر : انقضاضا على
العدو .
انقضاضا : مصدر نائب عن
فعله منصوب بالفتحة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، أو أنتم . وقد
ناب عن فعله انقض ، ولا يجوز أن تحضره فتقول :
انقض انقضاضا ، وإلا فإن
المصدر هنا يتحول إلى مفعول مطلق مؤكد لفعله ، وقد أفاد المصدر هنا الأمر ، كما
أفاد فعله .
ومنه : استعدادا للمسابقة
، وتكريما للفائزين ، وتخليدا للشهداء ، واعتزازا بالمناضلين .
ومنه قوله تعالى : {
فسحقا لصحاب السعير }1 .
ومنه قول قطري بن الفجاءة
:
فصبرا في مجال
الموت صبرا فما نيل الخلود بمستطاع
ومثال النهي : حلاّ لا
ارتحالا .
خلاّ : مصدر منصوب ناب عن
فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
لا : حرف نهي .
ارتحالا : مصدر منصوب ناب
عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .
ومنه : قياما لا قعودا ،
وفعلا لا قولا ، واجتهادا لا كسلا ، وجدا لا لهوا .
2 ــ مصدر يقع بعد
استفهام يفيد التوبيخ .
نحو : أتلاعبا وقد وثق
فيك الناس .
أتلاعبا : الهمزة
للاستفهام . وتلاعبا : مصدر منصوب ناب عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره : أنت .
ومنه : أتهاونا وقد وضعنا
فيك الثقة . وأتوانيا وقد علاك الشيب .
ومنه قول الشاعر :
أذلا إذا شب العدو
نار حربهم وزهوا إذا ما يجنحون إلى السلم
وقد يراد به التعجب . نحو
: أبؤسا وضعفَ جسد .
أبؤسا : مصدر منصوب ناب
عن فعله ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.
وقد يراد به التوجع .
كقول سحيم عبد بني الحسحاس :
أشوقا ولما يمض لي غيرُ
ليلة فكيف إذا خف المطيُّ بنا عشرا