حالات
عمل المصدر :
للمصدر
العامل ثلاث حالات :
أ
– أن يكون مضافاً .
ب
– أن يكون معرفاً .
جـ
– أن يكون مجرداً من أل والإضافة .
أولاً
: المصدر العامل المضاف وهو أكثر حالات المصدر عملاً وله خمسة أحوال :
1
ـ أن يضاف إلى فاعله ثم يأتي مفعوله ، نحو قوله تعالى : { ولولا دفع الله الناس
بعضهم ببعض لفسدت الأرض } 251 البقرة .
2
ـ أن يضاف إلى مفعوله ثم يأتي فاعله ، وهو قليل ، ومنه قوله تعالى : { ولله على
الناس حجُ البيتِ من استطاع إليه سبيلاً } 97 آل عمران .
ونحو
: معاقبة المهملِ المعلمُ .
3
ـ أن يضاف إلى الفاعل ثم لا يذكر المفعول به ، نحو قوله تعالى : { وما كان استغفار
إبراهيم } 114 التوبة . والتقدير : استغفار إبراهيم ربه .
4
ـ أن يضاف إلى المفعول ولا يذكر الفاعل ، نحو قوله تعالى : { لا يسأم الإنسان من
دعاء الخير } 49 فصلت . والتقدير : من دعائه الخير .
5
ـ أن يضاف إلى الظرف ، فيرفع وينصب كالمنون . نحو : أعجبني التقاء يوم الخميس
اللاعبون مدربيهم .
فاللاعبون
فاعل للمصدر التقاء ، ومدربيهم مفعول به له .
ثانياً
: المصدر العامل المعرف بأل : وهو أقل حالات المصدر عملاً ، وأضعفها في القياس
لبعده من مشبهة
الفعل بدخول أل عليه .
نحو
: عجبت من الضرب محمداً .
ثالثاً
: المصدر المنون وهو المجرد من أل والإضافة :
وعمله أقيس من إعمال المحلي بأل . نحو قوله تعالى : { أو إطعام في يوم ذي مسغبة
يتيماً } 14 – 15 البلد .
تابع
معمول المصدر :
المضاف
إلى المصدر العامل إما أن يكون فاعلاً في الأصل فمحله الرفع ، أو يكون مفعولاً به
فمحله النصب . لذلك إذا اتبعت المعمول بوصف جاز فيه الجر مراعاة للفظ المتبوع
والرفع مراعاة للمحل إذا كان المعمول فاعلاً ، والنصب إذا كان مفعولاً به .
نحو
: سررت من احترام سعيدٍ المجتهدِ معلّمَه .
فيجوز
في إعراب كلمة " المجتهد " الجر على اللفظ صفة لسعيد المجرورة بالإضافة إلى المصدر
، ويجوز فيها الرفع على المحل صفة لسعيد المرفوعة في الأصل لأنها فاعل للمصدر
.
ونحو
: يعجبني مكافأة التلميذِ المهذب أستاذُه .
فيجوز
في إعراب كلمة " المهذب " الجر على اللفظ صفة للتلميذ المجرورة بالإضافة إلى المصدر
.
كما
يجوز فيها النصب على المحل صفة للتلميذ المنصوبة في الأصل لأنها مفعول به للمصدر
.
فوائد
وتنبهات
:
1
ـ القائل باتباع معمول المصدر على المحل هم الكوفيون وجماعة من البصريين ، أما
سيبويه وبقية البصريين فقالوا بعد جوازه . واكتفوا بالاتباع علىاللفظ ، وفي رأيي
هذا هو الأنسب ولا حاجة إلى التذحلق في الإعراب ما دام الإعراب الظاهر يؤدي الغرض
المطلوب ويفي به .
2
ـ جاء مصدر فعّل على فِعَّال مثل كذب كذاب ، وقد ذكرنا ذلك في موضعه ، وقد جاء
مصدره أيضاً على تفعال نحو : طوّف تطواف ، وكرر تكرار ، ونظائرهما وهي سماعية لا
يقاس عليها .
3
ـ قد يجيء مصدر أفعل على وزن فَعَال ، نحو : أنبت نبات ، وأثنى ثناء .
ومنه
قوله تعالى : { والله أنبتكم من الأرض نباتاً } 17 نوح .
4
ـ قد يرد المصدر علىوزن اسمي الفاعل والمفعول نحو : العافية والعاقبة ، والميسور
والمعقول .
وقد
يأتي بمعنى اسمي الفاعل والمفعول نحو : عدل بمعنى عادل ، وغور بمعنى غائر ، وخلق
بمعنى مخلوق .
تقول
: هذا خلق الله ما أبدعه . أي مخلوقه .
5
ـ يعمل اسم المصدر والمصدر الميمي عمل المصدر في جميع أحواله وبشروطه السابقة .
مثال عمل اسم المصدر : أنت كثير العطاء الناس .
ومنه
قول الشاعر :
أكفراً
بعد رد الموت عني وبعدعطائك المئةَ الرِّتاعا
ومثال
عمل المصدر الميمي : أعجبني مسعى أخيك للصلح بين المتخاصمين .
6
ـ لا يعمل المصدر المؤكد للفعل عمل الفعل ، فلا يصح أن نقول : عاقبتُ معاقبةَ مهملَ
الواجب . باعتبار المفعول به " مهمل " معمول للمصدر معاقبة ، بل هو مفعول به للفعل
عاقب .
كما
أن المصدر المبين للعدد لا يعمل عمل الفعل ، فلا يصح أن نقول : كافأت مكافأتين
الفائز . " فالفائز " مفعول به للفعل لا للمصدر .
ولكن
يجوز في المصدر المبين للنوع أن يعمل عمل الفعل .
نحو
: كتبت الرسالة كتابة المحبين رسائلهم .
"
فرسائل " مفعول به للمصدر كتابة مع أنه مبين لنوع الفعل بإضافته للمحبين
.
7
ـ اشترط في عمل المصدر أن يكون مفرداً ولا يصح أن يعمل مثنى أو مجموعاً ، والصحيح
جواز عمله بصيغة الجمع كما في قول الشاعر :
قد
جربوه فما زادت تجارتهم أبا قدامة إلا المجد والنفعا
فالمصدر
" تجارب " جمع للمصدر " تجربة " وقد نصب المفعول به " أبا " غير أن هذا شاذ وما ورد
في البيتين خاص بالشعر ولا يقاس عليه .
8
ـ لا يجوز تقدم معمول المصدر عليه ، فلا يصح أن نقول : ليس لي به علم
.
على
اعتبار أن الجار والمجرور " به " متعلق بالمصدر " علم " والصحيح : ليس لي علم به
.