منتدى مجمع لسان العرب
مرحبا بك عزيزنا الزائر فى مجمع لسان العرب
نتمنى لك الاستفادة من وجودك فى المجمع
منتدى مجمع لسان العرب
مرحبا بك عزيزنا الزائر فى مجمع لسان العرب
نتمنى لك الاستفادة من وجودك فى المجمع
منتدى مجمع لسان العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عربي متكامل يحتوي على الكثير من الفائدة الإسلامية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
. . { الأذكار } . .
اللهم اجمع كلمة المسلمين، اللهم وحد صفوفهم، اللهم خذ بأيديهم إلى ما تحبه وترضاه، اللهم أخرجهم من الظلمات إلى النور، اللهم أرهم الحق حقاً وارزقهم اتباعه، وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه -- اللهم بعلمك الغيب وبقدرتك على الخلق أحينا ما كانت الحياة خيراً لنا، وتوفنا إذا كانت الوفاة خيراً لنا، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، ونسألك القصد في الغنى والفقر، ونسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، برحمتك يا أرحم الراحمين -- أصبحنا وأصبح المُلك لله


 

 فُقَهَاءٌ وَأَعْلامٌ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
lisanarabs
الإدارة
الإدارة
lisanarabs


تاريخ التسجيل : 02/11/2009
عدد المساهمات : 583
الجنس : ذكر
دعاء دعاء

فُقَهَاءٌ وَأَعْلامٌ  Empty
مُساهمةموضوع: فُقَهَاءٌ وَأَعْلامٌ    فُقَهَاءٌ وَأَعْلامٌ  Emptyالسبت 24 سبتمبر 2011, 8:59 pm

فُقَهَاءٌ وَأَعْلامٌ  4532





أما بعد
أرجو من الله القبول وأن يوفقنى فى ذكر بعض التراجم لمشاهير الفقهاء والأعلام وعلى الله قصد السبيل.

ترجمة لحياة الإمام الأعظم ابو حنيفة النعمان

هوأبو
حنيفة أو أبو حنيفة النعمان أو النعمان بن ثابت بن النعمان بن زوطي
المولود سنة (80هـ/699م). أبوه ثابت بن النعمان رجل تقي من أهل الكوفة،
واشتهر بورعه، وكان تاجــراً مشهوراً بالصدقِ والأمانة والوفاء، أخذ عنهُ
الاشتغال بالتجارة أبنهِ النعمان والذي ولد في الكوفة وكانت آنذاك حاضرة من
حواضر العلم، تموج بحلقات الفقه والحديث والقراءات واللغة والعلوم، وتمتلئ
مساجدها بشيوخ العلم وأئمته، وفي هذه المدينة قضى النعمان معظم حياته
متعلماً وعالماً، وتردد في صباه الباكر بعد أن حفظ القرآن على هذه الحلقات،
لكنه كان منصرفاً إلى مهنة التجارة مع أبيه، فلما رآه عامر الشعبي الفقيه
الكبير ولمح ما فيه من مخايل الذكاء ورجاحة العقل أوصاه بمجالسة العلماء
والنظر في العلم، فاستجاب لرغبته وانصرف بهمته إلى حلقات الدرس وما أكثرها
في الكوفة، فروى الحديث ودرس اللغة والأدب، وكان من كثرة أهتمامهِ بأن لا
يضيع عنه ما يتلقاه من العلم يقضي الوقت في الطواف على المجالس حاملاً
أوراقه وقلمه و حنيفة الحبر، فاشتهر بها وكني أبا حنيفة، واتجه إلى دراسة
علم الكلام حتى برع فيه براعة عظيمة مكّنته من مجادلة أصحاب الفرق المختلفة
ومحاجّاتهم في بعض مسائل العقيدة، ثم انصرف إلى الفقه ولزم دروس الفقه عند
حماد بن أبي سليمان.
تتلمذ أبو حنيفة على يد حماد بن أبي سليمان . ولقد
أدرك أبو حنيفة جماعة من أصحاب النبي محمد ومنهم: أنس بن مالك بن النضر،
وعبد الله بن أوفى، ووائلة بن الأسقع، وسهل بن سعد ولازم أبو حنيفة شيخهُ
حماد بن أبي سليمان وتخرج عليه، وواصل دراستهُ عنده ثماني عشرة عاماً، ولم
يفارق شيخهُ حماداً حتى توفى، ومما يدل على حبهِ له أنه سمى ولده (حماد)
إعتزازاً بشيخهِ.
ولقد هاجر من الكوفة إلى مكة وأقام فيها عدة سنوات،
وأكمل دراسته الفقهية على عطاء بن أبي رباح، ومجاهد وهما تلميذي الصحابي
عبد الله بن عباس.
وبلغ عدد العلماء الذين أخذ منهم إجازة العلم وأتصل
بهم أكثر من سبعين عالماً. ومنهم الإمام جعفر الصادق و اللذي قال أبو حنيفة
في حقه : (لولا السنتان لهلك النعمان) مشيرا للسنتان التي قضاهما لديه في
طلبه للعلم.
رئاسة حلقة الفقه
وبعد موت شيخه حماد بن أبي سليمان آلت
رياسة حلقة الفقه إلى أبي حنيفة، وهو في الأربعين من عمره، والتفّ حوله
تلاميذه ينهلون من علمه وفقهه، وكانت له طريقة مبتكرة في حل المسائل
والقضايا التي كانت تُطرح في حلقته؛ فلم يكن يعمد هو إلى حلها مباشرة،
وإنما كان يطرحها على تلاميذه، ليدلي كل منهم برأيه، ويعضّد ما يقول بدليل،
ثم يعقّب هو على رأيهم، ويصوّب ما يراه صائبا، حتى تُقتل القضية بحثاً،
ويجتمع أبو حنيفة وتلاميذه على رأي واحد يقررونه جميعا.
وكان أبو حنيفة
يتعهد تلاميذه بالرعاية، وينفق على بعضهم من مالهِ، مثلما فعل مع تلميذه
أبي يوسف حين تكفّله بالعيش لما رأى ضرورات الحياة تصرفه عن طلب العلم،
وأمده بماله حتى يفرغ تماما للدراسة، يقول أبو يوسف المتوفى سنة (182هـ =
797م): "وكان يعولني وعيالي عشرين سنة، وإذا قلت له: ما رأيت أجود منك،
يقول: كيف لو رأيت حماداً –يقصد شيخه- ما رأيت أجمع للخصال المحمودة منه".
وكان
مع اشتغاله يعمل بالتجارة، حيث كان له محل في الكوفة لبيع الخزّ (الحرير)،
يقوم عليه شريك له، فأعانه ذلك على الاستمرار في خدمة العلم، والتفرغ
للفقه.
أصول مذهبه
نشأ مذهب أبي حنيفة في الكوفة مهد مدرسة الرأي،
وتكونت أصول المذهب على يديه، وأجملها هو في قوله: "إني آخذ بكتاب الله إذا
وجدته، فما لم أجده فيه أخذت بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا لم
أجد فيها أخذت بقول أصحابه من شئت، وادع قول من شئت، ثم لا أخرج من قولهم
إلى قول غيرهم، فإذا انتهى الأمر إلى إبراهيم، والشعبي والحسن و ابن سيرين
وسعيد بن المسيب فلي أن أجتهد كما اجتهدوا".
وهذا القدر من أصول التشريع
لا يختلف فيه أبو حنيفة عن غيره من الأئمة، فهم يتفقون جميعا على وجوب
الرجوع إلى الكتاب والسنة لاستنباط الأحكام منهما، غير أن أبا حنيفة تميّز
بمنهج مستقل في الاجتهاد، وطريقة خاصة في استنباط الأحكام التي لا تقف عند
ظاهر النصوص، بل تغوص إلى المعاني التي تشير إليها، وتتعمق في مقاصدها
وغاياتها.
ولا يعني اشتهار أبي حنيفة بالقول بالرأي والإكثار من القياس
أنه يهمل الأخذ بالأحاديث والآثار، أو أنه قليل البضاعة فيها، بل كان يشترط
في قبول الحديث شروطاً متشددة؛ مبالغة في التحري والضبط، والتأكد من صحة
نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا التشدد في قبول الحديث هو
ما حملهُ على التوسع في تفسير ما صح عنده منها، والإكثار من القياس عليها
حتى يواجه النوازل والمشكلات المتجددة.
ولم يقف اجتهاد أبي حنيفة عند
المسائل التي تعرض عليه أو التي تحدث فقط، بل كان يفترض المسائل التي لم
تقع ويقلّبها على جميع وجوهها ثم يستنبط لها أحكاماً، وهو ما يسمى بالفقه
التقديري وفرص المسائل، وهذا النوع من الفقه يقال إن أبا حنيفة هو أول من
استحدثه، وقد أكثر منه لإكثاره استعمال القياس، روي أنه وضع ستين ألف مسألة
من هذا النوع.
تلاميذ أبي حنيفة
لم يؤثر عن أبي حنيفة أنه كتب
كتاباً في الفقه يجمع آراءه وفتاواه، وهذا لا ينفي أنه كان يملي ذلك على
تلاميذه، ثم يراجعه بعد إتمام كتابته، ليقر منه ما يراه صالحاً أو يحذف ما
دون ذلك، أو يغيّر ما يحتاج إلى تغيير، ولكن مذهبه بقي وانتشر ولم يندثر
كما اندثرت مذاهب كثيرة لفقهاء سبقوه أو عاصروه، وذلك بفضل تلاميذهِ
الموهوبين الذين دونوا المذهب وحفظوا كثيرا من آراء إمامهم بأقواله وكان
أشهر هؤلاء:
أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري المتوفي
عام(183هـ/799م)، ومحمد بن الحسن الشيباني المتوفي في عام(189هـ/805م)،
وزفر بن الهذيل، وهم الذين قعدوا القواعد وأصلوا الأصول في المذهب الحنفي.
ولقد
قضى الإمام أبو حنيفة عمرهُ في التعليم والتدريس ولقد تخرج عليه الكثير من
الفقهاء والعلماء، ومنهم ولدهُ حماد ابن ابي حنيفة، وإبراهيم بن طهمان،
وحمزة بن حبيب الزيات، وأبو يحيى الحماني، وعيسى بن يونس، ووكيع، ويزيد بن
زريع، وأسد بن عمرو البجلي، وحكام بن يعلى بن سلم الرازي، وخارجن بن مصعب،
وعبد الحميد ابن أبي داود، وعلي بن مسهر، ومحمد بن بشر العبدي، ومصعب بن
مقدام، ويحيى بن يمان، وابو عصمة نوح بن أبي مريم، وأبو عبد الرحمن
المقريء، وأبو نعيم وأبو عاصم، وغيرهم كثير.
تدوين المذهب
وصلت إلينا
كتب محمد بن الحسن الشيباني كاملة، وكان منها ما أطلق عليه العلماء كتب
ظاهر الرواية، وهي كتب المبسوط والزيادات، والجامع الكبير والجامع الصغير،
والسير الكبير والسير الصغير، وسميت بكتب ظاهر الرواية؛ لأنها رويت عن
الثقات من تلاميذه، فهي ثابتة عنه إما بالتواتر أو بالشهرة.
وقد جمع أبو
الفضل المروزي المعروف بالحاكم الشهيد المتوفى سنة (344هـ/955م) كتب ظاهر
الرواية بعد حذف المكرر منها في كتاب أطلق عليه "الكافي"، ثم قام بشرحه شمس
الأئمة السرخسي المتوفى سنة (483هـ/1090م) في كتابه "المبسوط"، وهو مطبوع
في ثلاثين جزءاً، ويعد من أهم كتب الحنفية الناقلة لأقوال أئمة المذهب، بما
يضمه من أصول المسائل وأدلتها وأوجه القياس فيها.
انتشار المذهب
انتشر
مذهب أبي حنيفة في البلاد منذ أن مكّن له أبو يوسف بعد تولّيه منصب قاضي
القضاة في الدولة العباسية، وكان المذهب الرسمي لها، كما كان مذهب السلاجقة
والدولة الغزنوية ثم الدولة العثمانية، وهو الآن شائع في أكثر البقاع
الإسلامية، ويتركز وجوده في مصر و الشام و العراق و أفغانستان وباكستان
والهند والصين .
وفاة أبي حنيفة
مد الله في عمر أبي حنيفة، وهيأ له
من التلاميذ النابهين من حملوا مذهبه ومكنوا له، وحسبه أن يكون من بين
تلاميذه أبو يوسف، ومحمد بن الحسن، وزفر، والحسن بن زياد، وأقر له معاصروه
بالسبق والتقدم، قال عنه النضر بن شميل: "كان الناس نياماً عن الفقه حتى
أيقظهم أبو حنيفة بما فتقه وبيّنه"، وبلغ من سمو منزلته في الفقه أن قال
فيهِ الإمام الشافعي : "الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة".
كما كان
ورعاً شديد الخوف والوجل من الله، وتمتلئ كتب التاريخ والتراجم بما يشهد له
بذلك، ولعل من أبلغ ما قيل عنه ما وصفه به العالم الزاهد فضيل بن عياض
بقوله: "كان أبو حنيفة رجلاً فقيهاً معروفاً بالفقه، مشهورا بالورع، واسع
المال، معروفا بالأفضال على كل من يطيف به، صبورا عل تعليم العلم بالليل
والنهار، حسن الليل، كثير الصمت، قليل الكلام حتى ترد مسألة في حلال أو
حرام، فكان يحسن أن يدل على الحق، هاربا من مال السلطان".
وتوفي أبو
حنيفة في بغداد بعد أن ملأ الدنيا علماً وشغل الناس في (11 من جمادى الأولى
150هـ/14 من يونيو 767م) ويقع قبره في مدينة بغداد بمنطقة الأعظمية في
مقبرة الخيزران على الجانب الشرقي من نهر دجلة.



فُقَهَاءٌ وَأَعْلامٌ  62992349rg3


الإمام مالك
الإمام
مالك (93 هـ/715 م - 179 هـ/796 م) إمام دار الهجرة و أحد الأئمة الأربعة
المشهورين ، ومن بين أهم أئمة الحديث النبوي الشريف .
نسبه
هو 'أبو
عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن حارث' وهو ذو إصبح بن
عوف بن مالك بن شداد بن زرعة وهو حمير الأصغر و 'عمرو بن الحارث ذي أصبح
الحميري' من ملوك اليمن, الحميري ثم الأصبحي, المدني, حليف بني تيم من
قريش, فهم حلفاء عثمان أخي طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين. التاريخ
الكبير 7/310والمعارف لابن قتيبة ص 499/497
وامه هي العالية وقيل الغالية بنت الشريك الازدية
وجده اللأول 'أباعامر بن عمرو ' " صحابي شهد المغازي كلها مع النبي خلا بدر " القشيري.
ومالك
جد الإمام من كبار التابعين وروى عن عمر وطلحة وعائشة وأبي هريرة وحسان بن
ثابت وكان من أفاضل الناس وأحد الأربعة الذين حملوا عثمان بن عفان ومات
سنة اثنتي وعشر ومائة. ولد للإمام أربعة أبناء وبنت هي أم البهاء وكانت ممن
يحفظون علمه.
مولده ونشأته
ولد الإمام مالك في ربيع الأول سنة ثلاث
وتسعين من الهجرة/712م بذي المروة وكان أخوه النضر يبيع البز فكان مالك معه
بزازا ثم طلب العلم وكان ينزل أولا بالعقيق ثم نزل المدينة المنورة.
لقد
نشأ مالك في بيت اشتغل بعلم والحديث.وكان أكثر هم عناية عمه نافع المكنى
بأبي سهيل, ولذا عد من شيوخ ابن شهاب وفي أعمام مالم وجده أسرة من الأسر
المشهورة بالعلم وكان أخوه النضر مشتغلا بالعلم ملازما للعلماء حتى أن مالك
كان يكنى بأخي النضر لشهرة أخيه دونه بدأ الإمام مالك يطلب العلم صغيرا
تحت تأثير البيئة التي نشأ فيها وتبعا لتوجيه أمه له ، فقد حكي أنه كان
يريد أن يتعلم الغناء فوجهته أمه إلى طلب العلم . حفظ القرآن ثم اتجه لحفظ
الحديث وكان لابد من كل طالب علم من ملازمة عالم من بين العلماء وقد جالس
مالك ناشئا صغيرا ثم انقطع لابن هرمز سبع سنين لم يخلطه بغيره ثم اتجه مالك
إلى نافع مولى ابن عمر فجالسه وأخذ عنه علما كثيرا وقد اشتهر أن أصح
الأحاديث: " مالك عن نافع عن ابن عمر".كما اخذ مالك عن ابن شهاب الزهري
ولولعه بالعلم نقض سقف بيته ليبيعه ويطلب به العلم وملازمة كبار العلماء.
يقول الإمام مالك : حينما بلغت سن التعليم جاءت عمتي وقالت :إذهب فاكتب
(تريد الحديث ) .
انطلق يلتمس العلم وحرص على جمعه وتفرغ له ولازم
العديد من كبار العلماء ، لعل أشدهم أثراً في تكوين عقليته العلمية التي
عرف بها هو أبو بكر بن عبد الله بن يزيد المعروف بابن هرمز المتوفى سنة 148
هـ ،فقد روي عن مالك أنه قال:{{ كنت آتي ابن هرمز من بكرة فما أخرج من
بيته حتى الليل . }}
وكذلك يعد مالك أكثر وأشهر الفقهاء والمحدثين الذين لازموا نافع مولى ابن عمر و راويتٌه
يقضي
معه اليوم كله من الصباح إلى المساء سبع سنوات أو ثماني ، وكان ابن هرمز
يجله ويخصه بما لا يخص به غيره لكثرة ملازمته له ولما ربط بينهما من حب
وتآلف ووداد .
وأخذ لإمام مالك عن الإمام ابن شهاب الزهري وهو أول من
دون الحديث ومن أشهر شيوخ المدينة المنورة وقد روى عنه الإمام مالك في
موطئه 132 حديثا بعضها مرسل .
كما أخذ عن الإمام جعفر الصادق من آل
البيت وأخرج له في موطئه 9 أحاديث منها 5 متصلة مسندة أصلها حديث واحد طويل
هو حديث جابر في الحج والأربعة منقطعة .
وكذلك روى عن هشام بن عروة بن
الزبير ، محمد بن المنكدر ، يحي بن سعيد القطان الأنصاري ، سعيد بن أبي
سعيد المقبري، وربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي وعبد الله بن
المبارك والإمام الشافعي وغيرهم ، من أقرانه الأوزاعي والثوري والليث وخلق.
وروى عنه عبد الرحمن بن مهدي والقعني. وقد بلغ عدد شيوخه على ما قيل 300
من التابعين و 600 من أتباع التابعين .
جلوسه للفتيا
لما أصبح له باع
جلس للفتيا بعد استشار كبار العلماء في المسجد النبوي الذي كان يعج
بالتابعين وتابعي التابعين من أمثال الزهري وابن شهاب وربيعة الرأي قيل وهو
ابن سبع عشر سنة....
تحريه في العلم والفتيا
يروى عن النبي - صلعهم -
من حديث أبي هريرة انه قال: "ليضربن الناس أكباد الإبل في طلب العلم, فلا
يجدون عالما اعلم من عالم المدينة" وقال غير واحد بأنه مالك بن أنس. ذكر
لمالك لما انه ذكرت أمامه الموطآت, وان غير واحد من العلماء قد صنع موطا
كموطئه, قال دعوهم , فلن يبقى غلا ما أريد به وجه الله" ولهذا كان يتحرى
تحريا عظيما في الفتوى عند التحمل وعند الاداء فكان يسأل في العدد الكثير
من المسائل ولا يجيب إلا في القليل وكان يفكر في المستالة سنين فما يتفق
فيها رأي.وكثيرا ما كان يتبع فتواه بالآية الكريمة إن نظن إلا ظنا وما نحن
بمستيقنين (الجاثية 31). وكان لا يحدث إلا عن ثقة وكان إذا شك في الحديث
طرحه.
توقيره للعلم ولحديث النبي -صلى الله عليه وسلم -:
كان من توقيره للعلم لا يحدث إلا على طهارة ولا يحدث أو يكتب حديثا واقفا وكان لا يفضل على المدينة بقعة سواها.
شهادة أهل العلم له بالإمامة وثناؤهم عليه
ابن هرمز: "ادعيه, فإنه عالم النّاس".
ابن شهاب :"أنت من أوعية العلم".
قيل لأبي الأسود من للرأي بعد ربيعة بالمدينة؟ قال: الغلام الاصبحي (مالك).
سفيان
بن عيينة: "ما نحن عند مالك؟ إنما نحن نتبع آثار مالك". وقال" ما أرى
المدينة إلا ستخرب بعد مالك". وقال "مالك سيد أهل المدينة". وقال "مالك سيد
المسلمين".
الشافعي: "إذا جاء الخبر فمالك النجم".وقال :" مالك بن انس
معلمي(أستاذي) وما أحد امنُّ علي من مالك, وعنه اخذنا العلم وإنما أنا غلام
من غلمان مالك".
وقال : مالك وسفيان قرينان ومالك النجم الثاقب الذي لا يلحق.
الأوزاعي :رأيت رجلا عالما(يقصد مالك).
أبو يوسف: "ما رأيت أعلم من ثلاث مالك وأبي ليلى وأبي حنيفة".
الليث: علم مالك تقي, علم مالك نقي, مالك أمان لمن اخذ عنه من الأنام".
ابن المبارك: "لو قيل لي اختر للأمة إماما, لاخترت مالكا".
ابن
المهدي : "مالك افقه من الحكم وحماد" وقال: أئمة الحديث الذين يقتدي بهم
أربعة سفيان بالكوفة, ومالك بالحجاز, والاوزاعي بالشام, وحماد بن يزيد
بالبصرة". وقال : مابقي على وجه الأرض اامن على حديث رسول الله من مالك".
يحي ابن سعيد: " مالك أمير المؤمنين في الحديث".وقال: " مالك هو أعلى أصحاب
الزهري, وأوثقهم واثبت الناس في كل شيء".وقال "مالك نجم الحديث المتوقف عن
الضعفاء, الناقل عن أولاد المهاجرين والأنصار".
النسائي: امناء الله
على وحيه, شعبة, ومالك, ويحي بن سعيد القطان, ما أحد عندي أفضل بعد
التابعين من مالك ولا اجل منه ولا أحد اا من على الحديث منه".
احمد بن حنبل:" مالك أحسن حديثا عن الزهري من ابن عيينة, ومالك اثبت الناس في الزهري".
مواهبه وصفاته
حبا الله مالكا بمواهب شتى حتى أصبح الإمام الذي لا يفتى معه أحدا منها:
الحفظ:عرف عن الإمام مالك بأنه قوي الحافظة كان يحفظ أكثر من 40 حديثا في مجلس واحد.
الصبر والجلد.
الإخلاص
في طلب العلم قربة خالصة لله عز وجل.وجيد التحري في رواية الحديث مدققا في
ذلك كل التدقيق ، لا ينقل إلا عن الإثبات ولا يغتر بمظهر الراوي أو هيئته
.قال الإمام مالك :{{ لقد أدركت في هذا المسجد (مسجد المدينة المنورة)
سبعين ممن يقول : قال فلان قال رسول الله فما أخذت عنهم شيئا، وأن أحدهم لو
أؤتمن على بيت مال لكان أمينا عليه إلا ظنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن )
قوة الفراسة والنفاذ غلى بواطن الأمور وإلى نفوس الأشخاص.
وإن
لم يرحل الإمام مالك في طلب الحديث مع أن الرحلة في ذلك الوقت كانت
ضرورية. إلا انه استعاد عن هذا لكون المدينة كانت مركزا للعلم ومنارة له
بحيث لا يكتمل علم احدهم دون القدوم غليها والأخذ من منبعها الصافي من
أحفاد الصحابة ومسكنهم فكانت المدينة كلها منابع علم من حيها وميتها ويابعا
وأخضرها سمائها وأرضها تكاد تنطق بالعلم الوفير وهذا ما جعل الإمام مالك
يرى بان عمل أهل المدينة حجة .
شيوخه
اخذ عن خلق كثير وهم في الموطأ وكان أهمهم :
ابن هرمز
أبو زناد
نافع
ربيعة محسن
ابن شهاب
الأنصاري
يحي ابن سعيد
سعيد المقبري
عامر ابن عبد الله بن زبير.
ابن المنكدر
عبد الله ابن دينار
تلاميذه
كان
أكثر الأئمة الذين ظهروا في عصر الإمام مالك تلامذة له ، وقد كان تلاميذه
من شتى بقاع الأرض لا يعدون ولا يحصون والذي ساعده على ذلك أنه كان مقيماً
بالمدينة المنورة وكان الحجاج يذهبون لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه
وسلم فيجلسون نحوه يتعلمون منه العلم ، فمنهم من كان يطول به المقام عند
الإمام مالك ومنهم من كان يقصر به المقام . والذي جعل أيضاً تلاميذ الإمام
مالك كثيري أن الإمام مالكاً كان معمراً فلقد أطال الله في عمره حيث عاش
تسعين عاماً .وأحصى الذهبي ما يزيد عم ألف وأربعمائة"تلميذ
عبد الرحمن بن القاسم
عبد الله بن وهب
أشهب بن عبد العزيز القيسي
أسد بن الفرات
عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون
ومن تلاميذه مالك أيضا: ابن أبي اياس أبو الحسن الخرساني.
ابن الوليد أبو يحمد الحميري
ابن خداش أبو الهيثم المهلبي.
أبو عبد الله اللخمي.
سعيد ابن شعبة أبو عثمان الخرساني.
سليمان بن جارود أبو داوود الطياليسي.
ابن ذكوان أبو عبد الله الترميذي.
بن حماد أبو يحي النرسي.
بن جبلة عبدان المروزي.
عبد الله بن نافع الزبيري.
بن عمرو القيسي أبو عامر العقدي.
وكيع بن جراح أبو سفيان الرؤاسي.
وفاته
بعد
حياة عريضة حافلة توفي (رحمه الله) في ربيع الأول سنة 179 هـ/795م عن عمر
يناهز ثلاثة و ثمانين سنة ، حيث صلى عليه أمير المدينة عبد الله بن محمد بن
إبراهيم العباسي و شيع جنازته و اشترك في حمل نعشه و دفن في البقيع .

فُقَهَاءٌ وَأَعْلامٌ  62992349rg3



الإمام الشافعى

محمد
بن إدريس الشافعيّ (150 هـ/766 م - 204 هـ/820 م). مجدد الإسلام في القرن
الثاني الهجري كما نص علي ذلك الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله و هو أيضا أحد
أئمّة أهل السنّة وهو صاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلاميّ. يُعَدّ
الشافعيّ مؤسّس علم أصول الفقه , وهو أول من وضع .
اسمه و مولده وكنيته
هو
أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبد
الله بن ابن يزيد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي المطّلبي
الشافعي الحجازي المكّي يلتقي في نسبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
عبد مناف بن قصي .
ولد في سنة مائة وخمسين وهي السنة التي توفّي فيها أبو حنيفة .
وُلِد بغزّة ، وقيل بعسقلان , ثم أُخِذ إلى مكة وهو ابن سنتين .
سيرته
نشأ
يتيمًا في حجر أمّه في قلّة من العيش، وضيق حال، وكان في صباه يجالس
العلماء، ويكتب ما يفيده في العلوم ونحوها، حتى ملأ منها خبايا، وقد كان
الشافعي في ابتداء أمره يطلب الشعر وأيام العرب والأدب، ثم اتّجه نحو تعلّم
الفقه فقصد مجالسة الزنجي مسلم بن خالد الذي كان مفتي مكة.
ثم رحل
الشافعي من مكّة إلى المدينة قاصدًا الأخذ عن أبي عبد الله مالك بن أنس
رحمه الله، ولمّا قدم عليه قرأ عليه الموطّأ حفظًا، فأعجبته قراءته ولازمه،
وكان للشافعيّ رحمه الله حين أتى مالكًا ثلاث عشرة سنة ثم نزل باليمن.
واشتهر
من حسن سيرته، وحمله الناس على السنة، والطرائق الجميلة أشياء كثيرة
معروفة. ثم ترك ذلك وأخذ في الاشتغال بالعلوم، ورحل إلى العراق وناظر محمد
بن الحسن وغيرَه؛ ونشر علم الحديث ومذهب أهله، ونصر السنة وشاع ذكره وفضله
وطلب منه عبد الرحمن بن مهدي إمام أهل الحديث في عصره أن يصنّف كتابًا في
أصول الفقه فصنّف كتاب الرسالة، وهو أول كتاب صنف في أصول الفقه، وكان عبد
الرحمن ويحيى بن سعيد القطّان يعجبان به، وقيل أنّ القطّان وأحمد بن حنبل
كانا يدعوان للشافعيّ في صلاتهما.
وصنف في العراق كتابه القديم ويسمى كتاب الحجة، ويرويه عنه أربعة من جلّ أصحابه، وهم أحمد بن حنبل، أبو ثور، الزعفراني والكرابيسي.
ثم
خرج إلى مصر سنة تسع وتسعين ومائة -وقيل سنة مائتين- وحينما خرج من العراق
قاصدا مصر قالو له أتذهب مصر وتتركنا فقال لهم [هناك الممات ]-وحينما دخل
مصر و أشتغل في طلب العلم وتدريسه ، فوجىء بكتاب أسمه الكشكول لعبد الله بن
عمرو بن العاص رضى الله عنهما وقرأ فيه العديد من الأحاديث النبوية التى
رواها عبد الله و دونها و بناءا عليه غير الشافعى الكثير من أحكامه الفقهية
و فتاواه لما أكتشفه في هذا الكتاب من أحكام قطعت الشك باليقين أو غيرت
وجهة أحكامه ، حتى انه حينما يسأل شخص عن حكم أو فتوى للإمام الشافعى يقال
له هل تسأل عن الشافعى القديم (أي مذهبه حينما كان في العراق )أم مذهب
الشافعى الحديث (أي الذى كان بمصر )، كماصنّف كتبه الجديدة كلها بمصر، وسار
ذكره في البلدان، وقصده الناس من الشام والعراق واليمن وسائر النواحي لأخذ
العلم عنه وسماع كتبه الجديدة وأخذها عنه. وساد أهل مصر وغيرهم وابتكر
كتبًا لم يسبق إليها منها أصول الفقه، ومنها كتاب القسامة، وكتاب الجزية،
وقتال أهل البغي وغيرها.
من قصائده

أأنثر درا بين سارحة البهم وأنظم منثوراً لراعية الغنم
لعمري لئن ضيعـت في شر بلدةٍ فلست مضيعاً فيهـم غـرر الكلـم
لئن سـهل الله العزيز بلطفه وصادفـت أهــلاً للعلوم وللحكم
بثثت مفيداً واستـفدت ودادهم وإلا فمكنون لدى ومكتـتـم
ومـن منح الجهال علما أضاعه ومـن منع المستوجبين فقد ظلم
وله أيضا:

اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة فلا خير في ود يجئ تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده ويظهر سراً قد كان بالأمس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا
وله أيضاً :

نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لهجانـا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضآً عيانا
كما أن له في ذكر ال بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم):

يا ال بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القران أنزله
يكفيكم من عظيم الشأن أنكم من لم يصلي عليكم لا صلاة له
وأيضا في حب أهل بيت النبي (عليه الصلاة والسلام):

لو فتشوا قلبي لألفوا بــه سطــرين قد خُطّا بلا كاتبِ
العدل والتوحيد في جانبٍ وحب أهل البيت في جانبِ
وأيضا في دعوته لحب آل بيت النبي(صلى الله عليه وسلم):

يا راكباً قف بالمحصــب من منى واهتف بساكن خيفها والناهضِ
سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى فيضاً كملتطم الفرات الفائــــض
إن كان رفضــــاً حـب آل محمـــد فليشــــــهد الثقلان أني رافض
كما قال حول مقتل الحسين (رضي الله عنه) سبط الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم):

تأوّه قلبـــــي والفــــــؤاد كئيـــــــب وأرّق نومـــي فالسهاد عجيبُ
ومما نفى نومي وشـــــيب لومتــي تصاريف أيــــامٍ لهـن خطــوبُ
فمن مبلغ،ٌ عني الحسـين رســـــالةً وإن كرِهَتْـــــها أنفــسٌ وقلوبُ
ذبيحٌ، بلا جــــرمٍ كــأنّ قميصـــــــه صبيــغ بماء الأرجوان خضيب
فللسيف إعـــــوال وللــرمـــــح رنّة وللخيل من بعد الصهيل نحيب
تزلزلت الدنيــــــــــا لآل محــمـــــدٍ وكادت لهم صمّ الجبـــال تذوب
وغارت نجوم واقشـــعـرت كواكــب وهتك أستارٍ وشــــُق جيــــوب
يُصلّى على المبعوث مـن آلِ هاشــمٍ ويُغزى بنـــــوه إن ذا لعجيـب!
لئــن كـان ذنـبي حــب آل محمــــــدٍ فذلك ذنب لســـــت عنه أتـوب
هم شُفعــائي يوم حشــري وموقفـي إذا ما بدت للنــــاظرين خطوب
وله أيضا ً :
إذا المرء أفشـى سـره بلسـانه
ولام علـيه غــيره فـهو أحـمـق

إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه
فصدر الذي يستودع السـر أضيق
مصنفاته
كتاب الأم.
الرسالة في أصول الفقه، وهي أول كتاب صنف في علم أصول الفقه.
اختلاف الحديث
أحكام القرآن
الناسخ و المنسوخ
كتاب القسامة.
كتاب الجزية.
قتال أهل البغي.
سبيل النجاة.
111 ديوان شعر.
جمعه لشتى العلوم
حدث
الربيع بن سليمان قال : كان الشافعي رحمه الله يجلس في حلقته إذا صلى
الصبح ، فيجيئه أهل القرآن فإذا طلعت الشمس قاموا وجاء أهل الحديث فيسألونه
تفسيره ومعانيه ، فإذا ارتفعت الشمس قاموا فاستوت الحلقة للمذاكرة والنظر ،
فإذا ارتفع الضحى تفرقوا ، وجاء أهل العربية والعروض والنحو والشعر فلا
يزالون إلى قرب إنتصاف النهار ، ثم ينصرف ، رضي الله عنه .
وحدث محمد بن
عبد الحكم قال : ما رأيت مثل الشافعي ، كان أصحاب الحديث يجيئون إليه
ويعرضون عليه غوامض علم الحديث ، وكان يوقفهم على أسرار لم يقفوا عليها
فيقومون وهم متعجبون منه ، وأصحاب الفقه الموافقون والمخالفون لايقومون إلا
وهم مذعنون له ، وأصحاب الأدب يعرضون عليه الشعر فيبين لهم معانيه .
وكان يحفظ عشرة آلاف بيت لهذيل إعرابها ومعانيها ، وكان من أعرف الناس بالتواريخ ، وكان ملاك أمره إخلاص العمل لله تعالى .
قال مصعب بن عبدالله الزبيري : "ما رأيت أعلم بأيام الناس من الشافعي" .
وروي عن مسلم بن خالد أنه قال لمحمد بن إدريس الشافعي وهو ابن ثمان عشرة سنة : "أفت أبا عبدالله فقد آن لك أن تفتي" .
وقال الحميدي : كنا نريد أن نرد على أصحاب الرأي فلم نحسن كيف نرد عليهم ، حتى جاءنا الشافعي ففتح لنا .
تواضعه وورعه وعبادته
كان الشافعي رضي الله عنه مشهورا بتواضعه وخضوعه للحق ، تشهد له بذلك مناظراته ودروسه ومعاشرته لأقرانه ولتلاميذه وللناس .
قال
الحسن بن عبدالعزيز الجروي المصري : قال الشافعي : ما ناظرت أحدا فأحببت
أن يخطئ ، وما في قلبي من علم ، إلا وددت أنه عند كل أحد ولا ينسب لي .
قال حرملة بن يحيى : قال الشافعي : كل ما قلت لكم فلم تشهد عليه عقولكم وتقبله وتره حقا فلا تقبلوه ، فإن العقل مضطر إلى قبول الحق .
قال الشافعي رضي الله عنه : والله ما ناظرت أحدا إلا على النصيحة .
وقال أيضا : ما أوردت الحق والحجة على أحد فقبلهما إلا هبته و اعتقدت مودته ، ولا كابرني على الحق أحد ودافع الحجة إلا سقط من عيني .
وقال : أشد الأعمال ثلاثة : الجود من قلة ، والورع في خلوة ، وكلمة الحق عند من يرجى ويخاف .
وأما ورعه وعبادته فقد شهد له بهما كل من عاشره أستاذا كان أو تلميذا ، أو جار ، أو صديقا .
قال الربيع بن سليمان : كان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين مرة كل ذلك في صلاة .
وقال
أيضا : قال الشافعي : والله ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا شبعة طرحتها لأن
الشبع يثقل البدن ، ويزيل الفطنة ، ويجلب النوم ، ويضعف صاحبه عن العبادة .
وقال : أيضا : كان الشافعي قد جزأ الليل ثلاثة أجزاء : الثلث الأول يكتب ، والثلث الثاني يصلي، والثلث الثالث ينام .
فصاحته وشعره وشهادة العلماء له
لقد
كان الشافعي رضي الله عنه فصيح اللسان بليغا حجة في لغة العرب ونحوهم ،
إشتغل بالعربية عشرين سنة مع بلاغته وفصاحته ، ومع أنه عربي اللسان والدار
والعصر وعاش فترة من الزمن في بني هذيل فكان لذلك أثره الواضح على فصاحته
وتضلعه في اللغة والأدب والنحو ، إضافة إلى دراسته المتواصلة و إطلاعه
الواسع حتى أضحى يرجع إليه في اللغة والنحو .
قال أبو عبيد : كان الشافعي ممن تؤخذ عنه اللغة .
وقال أيوب بن سويد : خذوا عن الشافع اللغة .
قال الأصمعي : صححت أشعار الهذليين على شاب من قريش بمكة يقال له محمد بن إدريس .
قال أحمد بن حنبل : كان الشافعي من أفصح الناس ، وكان مالك تعجبه قراءته لأنه كان فصيحا .
وقال أحمد بن حنبل : ما مس أحد محبرة ولا قلما إلا وللشافعي في عنقه منة.
حدث
أبو نعيم الاستراباذي ، سمعت الربيع يقول : لو رأيت الشافعي وحسن بيانه
وفصاحته لعجبت منه ولو أنه ألف هذه الكتب على عربيته - التي كان يتكلم بها
معنا في المناظرة - لم يقدر على قراءة كتبة لفصاحته وغرائب ألفاظه غير أنه
كان في تأليفه يجتهد في أن يوضح للعوام.
سخاؤه
أما سخاؤه رحمه الله
فقد بلغ فيه غاية جعلته علما عليه، لا يستطيع أحد أن يتشكك فيه أو ينكره ،
وكثرة أقوال من خالطه في الحديث عن سخائه وكرمه.
وحدث محمد بن عبدالله المصري قال : كان الشافعي أسخى الناس بما يجد .
قال
عمرو بن سواد السرجي : كان الشافعي أسخى الناس عن الدنيا والدرهم والطعام ,
فقال لي الشافعي : أفلست في عمري ثلاث إفلاسات ، فكنت أبيع قليلي وكثيري ،
حتى حلي ابنتي وزوجتي ولم أرهن قط .
قال الربيع : كان الشافعي إذا سأله إنسان يحمرّ وجهه حياء من السائل ، ويبادر بإعطائه .
وفاته
تُوفّي بمصر سنة أربع ومائتين وهو ابن أربع وخمسين سنة .
قال
تلميذه الربيع : توفّي الشافعي رحمه الله ليلة الجمعة بعد المغرب وأنا
عنده ، ودفن بعد العصر يوم الجمعة آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين ، وقبره
بمصر
كتابا لإصول الفقه سماه الرسالة .
منقول لتعم الفائدة .........

فُقَهَاءٌ وَأَعْلامٌ  62992349rg3

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lisanarabs.yoo7.com
 
فُقَهَاءٌ وَأَعْلامٌ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مجمع لسان العرب :: قِسْمُ العُلُومِ الشرعية :: مُنْتَدى العُلُومِ الشرعية :: مُنْتَدى قصص الأنبياء والصحابة-
انتقل الى: